في هذه الآيات: خبر عاد قوم هود عليه السلام، وقد جاءهم بالوحي ينذرهم مغبة الشرك والآثام، فكذبوه فأخذهم اللَّه بريح عاتية تدمر المساكن وتقلع الرجال والخيام.
فقوله:{وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ} -تسلية للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عما يلقاه من أذى قومه وعنادهم.
وعادٌ هم قوم هود -عليه الصلاة والسلام- والأخوة هنا أخوة النسب. قال القرطبي:(كان أخوهم في النسب لا في الدين).
وقوله:{إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ}. أي اذكر يا محمد لقومك قصة عاد الذين كانوا يسكنون الأحقاف وقد قهروا أهل الأرض بقوتهم. والأحقاف: ديار عاد، وهي الرمال العظام، جمع حِقف، وهو ما استطال من الرمل العظيم واعوج ولم يبلغ أن يكون جبلًا. قال عكرمة:(الأحقاف: الجبلُ والغار). وقال قتادة:(ذُكر لنا أن عادًا كانوا حيًّا باليمن أهلَ رملٍ مُشرِفين على البحر بأرض يقال لها: الشِّحْر).
قال ابن إسحاق:(كانت منازل عاد وجماعتهم، حيث بعث اللَّه إليهم هودًا. الأحقاف: الرمل فيما بين عُمان إلى حَضْرموت فاليمن كله، وكانوا مع ذلك قد فَشَوا في الأرض كلها، قهروا أهلها بفضل قوتهم التي آتاهم اللَّه).
قال الضحاك:(لن يبعث اللَّه رسولًا إلا بأن يعبد اللَّه). قال ابن كثير: (يعني: وقد أرسَلَ اللَّه تعالى إلى مَنْ حول بلادهم في القرى مُرسَلين ومُنذِرين، كقوله عز وجل: