للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفير، وكثير بن مرّة وعمرو بن الأسود والمقدام بن معديكرب وأبي أمامة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [إنّ الأمير إذا ابتغى الرِّيبَةَ في الناس أفسَدَهم] (١).

الحديث الثالث: أخرج أبو داود بسند صحيح عن زيد بن وهب قال: [أُتِيَ ابن مسعود فقيل: هذا فلان تَقْطُرُ لحيته خمرًا! فقال عبد اللَّه: إنا قد نهينا عن التجسّس، ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذْ به] (٢).

وقوله: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}. نهي عن الغيبة، وهو أن تذكر الرجل بما فيه، فإن ذكرته بما ليس فيه فهو البهتان.

ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: اللَّه ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: [فرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بَهَتَّه] (٣).

وفي لغة العرب: اغتابه اغتيابًا إذا وقع فيه، والاسم الغِيبة، وهي ذكر العَيْبِ بظهر الغيب. قال الحسن: (الغيبة ثلاثة أوجه كلها في كتاب اللَّه تعالى: الغِيبة والإفك والبهتان. فأما الغِيبة فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه. وأما الإفك فأن تقول فيه ما بلغك عنه. وأما البهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه). وعن شعبة: قال لي معاوية -يعني ابن قُرّة-: (لو مَرَّ بك رجل أقطع، فقلت هذا أقطع كان غِيبة).

وقد حفلت السنة الصحيحة بآفاق هذه المعاني في أحاديث:

الحديث الأول: أخرج أبو داود بسند صحيح عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [لما عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يَخْمِشُونَ وجوههم وصدورهم، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم] (٤).


(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٦/ ٤)، وأبو داود (٤٨٨٩)، وصححه الحاكم (٤/ ٣٧٨)، وانظر صحيح سنن أبي داود (٤٠٨٩).
(٢) صحيح الإسناد. أخرجه أبو داود في السنن (٤٨٩٠) - كتاب الأدب. باب في النهي عن التجسّس. انظر صحيح أبي داود (٤٠٩٠).
(٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٥٨٩)، وأبو داود (٤٨٧٤)، وأحمد (٢/ ٣٨٤)، والترمذي (١٩٣٤)، والدارمي (٢/ ٢٩٧)، وابن حبان (٥٧٥٨) - (٥٧٥٩).
(٤) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٤٨٧٨)، (٤٨٧٩) وإسناده قوي. وصححه الأرناؤوط في جامع الأصول (٨/ ٦٢١٥)، وله شواهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>