للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث الثاني: أخرج الحاكم وأبو داود بسند صحيح في الشواهد عن المستورد أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [من أكلَ برجل مسلم أكلة، فإن اللَّه يطعمه مثلها من جهنم، ومن اكتسى برجل مسلم ثوبًا، فإن اللَّه يكسوه مثله في جهنم، ومن قام برجل مسلم مقام سمعة، فإن اللَّه يقوم به مقام سمعة يوم القيامة] (١).

الحديث الثالث: أخرج أبو داود والترمذي بإسناد صحيح عن عائشة قالت: [قلت للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: حَسْبُكَ من صَفِيَّةَ كذا وكذا" -تعني قصيرة- فقال: "لقد قلتِ كَلِمَة لو مُزجت بماء البحر لَمَزَجَتْه". قالت: وحكَيْت له إنسانًا فقال -صلى اللَّه عليه وسلم- "ما أحِبُّ أنى حكيتُ إنسانًا وإنَّ لي كذا وكذا"] (٢).

الحديث الرابع: أخرج الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" -بإسناد صحيح- عن أنس بن مالك قال: [كانت العرب تخدم بعضها بعضًا في الأسفار، وكان مع أبي بكر وعمر رجل يخدمهما، فناما، فاستيقظا، ولم يُهَيِّئ لهما طعامًا، فقال أحدهما لصاحبه: إن هذا ليوائم نوم بيتكم، فأيقظاه فقالا: ائت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقل له: إن أبا بكر وعمر يقرئانك السلام، وهما يستأدمانك. فقال: أقرهما السلام، وأخبرهما أنهما قد ائتدما! ففزعا، فجاءا إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالا: يا رسول اللَّه! بعثنا إليك نستأمك، فقلت: قد ائتدما. فبأي شيء ائتدما؟ قال: بلحم أخيكما، والذي نفسي بيده إني لأرى لَحْمَهُ بين أنيابكما -يعني لحم الذي استغاباه-. قالا: فاستغفر لنا، قال: هو فليستغفر لكما] (٣).

فائدة: الغيبة تباح عند تحقق المصلحة الشرعية، وذلك في ستة أحوال جمعها الشيخ كمال الدين بن أبي شرف بقوله:

القدح ليس بغيبة في ستة ... متظلم ومعرّف ومحذّر

ومجاهر فسقًا ومستفت ومن ... طلب الإعانة في إزالة منكر


(١) صحيح لطرقه. أخرجه الحاكم (٤/ ١٢٧ - ١٢٨)، وبنحوه أبو داود (٤٨٨١)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٢٤٠). وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (٩٣٤).
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٤٨٧٥)، والترمذي (٢٥٠٢)، وإسناده على شرط مسلم.
(٣) أخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (١٨٦)، وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة (٢٦٠٨). وقال الألباني: إسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>