وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [قال اللَّه تعالى: يَشْتِمُني ابنُ آدمَ، وما ينبغي له أن يَشْتِمني، ويكذِّبُني وما ينبغي له. أما شتمُه فقوله: إنّ لي ولدًا، وأما تكذيبه فقوله: ليس يعيدني كما بدأني](١). وفي لفظ:[وليس أوَّلُ الخلق بأهون عليّ من إعادته].
وقوله:{بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ}. قال ابن عباس:(يقول: في شك من البعث).
في هذه الآيات: إعلامُ اللَّه تعالى عن خلقه الإنسان وعلمه بوساوس نفسه، وقربه تعالى منه، وكتابة الملكين دقائق قوله وعمله. وإخبار منه تعالى عن قصة النهاية ابتداءً بسكرة الموت، ثم النفخ في الصور للقيام من القبر، ثم مجيء كل نفس يسوقها الملك إلى أرض المحشر لبدء الحساب.
فقوله:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ}. إخبار عن كمال إحاطته تعالى بأحوال الإنسان وتقلبات نفسه. قال ابن جرير:(يقول: ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما تحدِّثُ به نفسه فلا يخفى علينا سرائره وضمائر قلبه).
ولكنه من حلمه سبحانه وكرمه فإنه قد تجاوز عن حديث العبد نفسه ما لم يقل أو يعمل.
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣١٩٣)، كتاب بدء الخلق. وانظر الحديث (٤٩٧٤).