فقوله: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ}. أي قبل كفار العرب الذين يكذبون محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم-. فعذبهم اللَّه تعالى بالغرق العام والطوفان الكبير.
وقوله: {وَأَصْحَابُ الرَّسِّ}. قال مجاهد: ({الرَّسِّ}: بئر).
والمقصود: أصحاب البئر الذين ذكروا في سورة الفرقان وأهلكهم اللَّه بتكذيبهم.
وقوله: {وَثَمُودُ}. وهم قوم صالح، الذين عقروا الناقة واستكبروا فأهلكوا بالصيحة.
وقوله: {وَعَادٌ}. وهم قوم هود، أهلكوا -لما كذبوا- بالريح الصرصر العاتية.
وقوله: {وَفِرْعَوْنُ}. أي: هو وقومه الذين دكهم اللَّه بالغرق في اليمّ.
وقوله: {وَإِخْوَانُ لُوطٍ}. قال ابن كثير: (وهم أمته الذين بُعِثَ إليهم من أهل سَدُومَ ومعاملتها في الغور، وكيف خسف اللَّه تعالى بهم الأرضَ، وأحالَ أرضَهم بُحَيرةً منتنة خبيثةً، بكفرهم وطغيانهم ومخالفتهم الحقّ).
وقوله: {وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ}. وهم قوم شعيب عليه السلام. قال قتادة: (والأيكة: الشجر الملتف).
وقوله: {وَقَوْمُ تُبَّعٍ}. أهل أوثان كانوا يعبدونها باليمن، وقد مضى تفصيل خبرهم في سورة الدخان.
وقوله: {كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ}. قال النسفي: (أي كل واحد منهم {كَذَّبَ الرُّسُلَ} لأنَّ من كذّب رسولًا واحدًا فقد كذبّ جميعهم {فَحَقَّ وَعِيدِ} فوجب وحلّ وعيدي، وفيه تسلية لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وتهديد لهم).
وقوله: {أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ}. تقريع لمشركي قريش إذ قالوا: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ}. قال ابن عباس: (يقول: لم يعينا الخلق الأول). وقال مجاهد: (أفعيي علينا حين أنشأناكم خلقًا جديدًا فتمتروا بالبعث).
والمقصود: أَفَأَعْجَزنا ابتداء الخلق حتى أنتم تشكون في قدرتنا على الإعادة، والإعادة أسهل عادة من المرة الأولى.
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: ٢٧].