المحل الذي هو محتاج إليه فيه، ولهذا قال عز وجل: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}).
وقوله تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}. قال عبد اللَّه بن الزبير: (سبيل الخلاء والبول). وقال ابن زيد: (فينا آيات كثيرة: هذا السمع والبصر واللسان والقلب، لا يدري أحد ما هو أسود أو أحمر، وهذا الكلام الذي يتلجلج به، وهذا القلب أي شيء هو، إنما هو مضغة في جوفه، يجعل اللَّه فيه العقل، أفيدري أحد ما ذاك العقل، وما صفته، وكيف هو؟ ). وقال قتادة: (من تفكَّر في خلق نفسه عرف أنه إنما خلق ولُيِّنَت مَفاصِلهُ للعبادة). فيكون المعنى كما قال ابن جرير: (وفي أنفسكم أيضًا أيها الناس آيات وعبر تدلكم على وحدانية صانعكم وأنه لا إله لكم سواه).
وقول: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} فيه أقوال متقاربة ومتكاملة:
١ - قال الضحاك وسعيد بن جبير: (الرزق هنا ما ينزل من السماء من مطر وثلج ينبت به الزرع ويحيا به الخلق). قال سعيد بن جبير: (كل عين قائمة فإنها من الثلج).
٢ - وعن الحسن: أنه كان إذا رأى السحاب قال لأصحابه: (فيه واللَّه رزقكم ولكنكم تُحرَمونه بخطاياكم).
٣ - وقال سفيان الثوري: ({وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} أي عند اللَّه في السماء رزقكم). وقال ابن كيسان: (يعني وعلى ربّ السماء رزقكم، نظيره: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: ٦]). وقيل: المعنى وفي السماء تقدير رزقكم، وما فيه لكم مكتوب في أم الكتاب.
٤ - وقال أهل المعاني: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} معناه: وفي المطر رزقكم، سمى المطر سماء لأنه من السماء ينزل.
وقوله: {وَمَا تُوعَدُونَ} فيه أقوال متكاملة:
١ - قال مجاهد: (يعني من خير وشر). وقال غيره: (من خير خاصة). وقيل: (الشر خاصة).
٢ - قال ابن عباس: ({وَمَا تُوعَدُونَ}: يعني الجنة).
٣ - قال الضحاك: ({وَمَا تُوعَدُونَ} من الجنة والنار).
٤ - قال ابن سيرين: ({وَمَا تُوعَدُونَ} من أمر الساعة).
وقوله: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}. قال ابن جرير: (يقول: إنّ