في هذه الآيات: تأكيد اللَّه تعالى حدث المعراج بإقسامه بالنجم، وتتابع الآيات في ذلك كالقوارع تخرق العقول والقلوب، وتفسد على أصحاب النزعة المادية حياتهم، وتنذر الأمة من مغبة تحكيم الفلسفة والرأي ومعارضة الوحي، فإن الوحي قوة فتاكة إذا سلطها اللَّه سبحانه على أمة فإنها لا تبقي ولا تذر.
فقوله تعالى:{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}. قال مجاهد:(إذا سقطت الثريا مع الفجر). وهو قسم من اللَّه تعالى. قال الشعبي:(الخالق يُقسِمُ بما شاء من خَلْقِه، والمخلوق لا ينبغي له أنْ يُقسم إلا بالخالق). وقال الضحاك:({وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}: إذا رُمي به الشياطين). وهو قول يحتمله التأويل ومفهوم رجم الشياطين بالأشهب الثاقبة. وقيل: المقصود الزهرة - حكاه السدي، واللَّه تعالى أعلم.
وقوله تعالى:{مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} جواب القسم. فقد أقسم سبحانه بمخلوق عظيم يراه الناس ويبصرونه عظيمًا، ليؤكد أمرًا كبيرًا جليلًا، وهو أن هذا النبي ما حاد عن الحق ولا زال عنه، ولا تركه لحظة إلى خرافات الأولين وهذيانات القاصين والمشعوذين.