والضال هو السالك في الجهالة يخبط في طريقه بغير علم، والغاوي: هو العالم بالحق، العادِلُ عنه قصدًا إلى غيره. قال ابن كثير:(فنزه اللَّه -سبحانه وتعالى- رسولَه وشرْعَه عن مشابهة أهل الضّلال كالنّصارى وطرائِق اليهود، وعن عِلم الشيء وكتمانِه والعمل بخلافه، بل هو -صلوات اللَّه وسلامه عليه- وما بعثه اللَّه به من الشرع العظيم في غاية الاستقامة والاعتدال والسَّداد).
وقوله:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}. أي ما ينطق عن هواه، فليس في قوله غاية لمصلحة أو غرض أو شهوة.
وقوله تعالى:{إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}. قال قتادة:(يوحي اللَّه تبارك وتعالى إلى جبرائيل، ويوحي جبريل إلى محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-).
الحديث الأول: أخرج الترمذي وابن ماجة بسند صحيح عن أبي رافع -وغيره- رفعه قال:[لا ألفِيَنَّ أحدَكُم مُتكئًا على أريكَتهِ يأتيه أمْرٌ مما أمَرْتُ به أو نَهَيْتُ عنه فيقول: لا أدري. ما وَجَدْنا في كتاب اللَّه اتَّبَعْناه](١).
وأبو رافع: هو مولى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، واسمه: أسْلَمُ.
الحديث الثاني: أخرج ابن ماجة والترمذي بسند صحيح عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله -صلى اللَّه عليه وسلم-: [ألا هَلْ عسى رجُلٌ يبلُغُهُ الحديثُ عني وهو مُتَّكِئٌ على أريكته، فيقول: بَيْننا وبينكم كتابُ اللَّه، فما وَجَدْنا فيه حلالًا استَحْللْناه، وما وجدنا
(١) حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة (١٣)، وكذلك الترمذي. انظر صحيح سنن الترمذي (٢١٤٥).