٢ - وقال تعالى:{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}[آل عمران: ١٠٦].
قال ابن عباس:(تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسودّ وجوه أهل البدعة والفُرْقَة).
وقوله:{فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ}. أي: تأخذ الملائكة بنواصي المجرمين، أي بشعور مقدم رؤوسهم، وأقدامهم فيقذفونهم في النار. قال الضحاك:(يجمع بين ناصيته وقدميه في سلسلة من وراء ظهره). وقيل: تسحبهم الزبانية إلى النار تارة بجرّهم من نواصيهم وتارة بجزهم من أقدامهم. والنواصي جمع ناصية.
والمقصود: المبالغة في إهانة المجرمين والطغاة يوم القيامة.
وقوله تعالى:{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}. أي: فبأي نعم ربكما -معشر الثقلين- في فصل أهل الطاعة يوم القيامة عن أهل المعصية، وإهانة المجرمين، تكذبان؟ !
وقوله تعالى:{هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ}. أي: يقال لهم تقريعًا وتوبيخًا: هذه النار التي كنتم تجحدون، فهي اليوم على مرأى أبصاركم تنظرون.
وقوله تعالى:{يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ}. قال قتادة:(يطوفون مرة بين الحميم ومرة بين الجحيم، والجحيم النار، والحميم الشراب). وعن ابن عباس:({يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ}، أي: قد انتهى غَلْيُه، واشتد حَرُّه). فقوله:{آنٍ} أي: حار شديد الحرارة، قد بلغ غايته في حرّه وحميمه، واشتد غليانه. وكل شيء قد أدرك وبلغ فقد أَنَى.
وقوله تعالى:{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}. قال القاسمي:(أي من عقوبته أهل الكفر به، وتكريمه أهل الإيمان به).