للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}. أي: واللَّه يشهد كذب هؤلاء المنافقين في زعمهم ووعدهم لبني النضير بالنصر والتأييد.

وقوله: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ}. تأكيد لِنَعْتهم بالكذب.

وقوله: {وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ}. أي: منهزمين. وقيل: معنى: {لَا يُنْصَرُونَ} طائعين. {وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ} مكرهين {لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ}. وقيل: معنى {لَا يُنْصَرُونَ} لا يدومون على نصرهم. قال القرطبي: (وقيل: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ} أي علم اللَّه منهم أنهم لا يخرجون إن خرجوا. {وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ} أي علم اللَّه منهم ذلك. ثم قال: {لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ} فأخبر عما قد أخبر أنه لا يكون كيف كان يكون لو كان؟ وهو كقوله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ}).

وقوله: {ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ}. قال القاسمي: (أي بنوعٍ مّا من أنواع النصر. والضمير للمنافقين أو اليهود).

وقوله: {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ}. أي لأنتم أشد مرهوبية في صدور بني النضير أو المنافقين من اللَّه، فهم يخافونكم معشر المؤمنين أكثر مما يخافون من ربهم.

وقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ}. قال النسفي: (لا يعلمون اللَّه وعظمته حتى يخشوه حق خشيته).

وقوله: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُر}. أي: لا يقدر هؤلاء اليهود أو المنافقون على مقاتلتكم مجتمعين إلا حالة تحصّنهم بالخنادق والدروب أو من وراء حيطان يستترون بها لجبنهم ورَهْبَتِهم.

وقوله: {بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ}. أي عداوتهم بينهم شديدة. وقال مجاهد: ({بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ} أي بالكلام والوعيد لنفعلن كذا). وقيل: إذا لم يلقوا عدوًا نسبوا أنفسهم إلى الشدة والبأس، فإذا لقوا العدو انهزموا.

وقوله: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى}. قال مجاهد: (يعني اليهود والمنافقين).

وعنه أيضًا: (يعني المنافقين). وقال قتادة: ({تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا} أي مجتمعين على أمر ورأي {وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} متفرقة). وعن مجاهد أيضًا: (أراد أن دين المنافقين مخالف لدين اليهود، وهذا ليقوّي أنفس المؤمنين عليهم). وقال قتادة: (تجد أهل

<<  <  ج: ص:  >  >>