في هذه الآيات: استبعادُ الكفار البعث والحساب، وتأكيدُ اللَّه تعالى الجزاء والعقاب، ودعوة اللَّه عباده إلى الصدق في الإيمان، والاستعداد ليوم الشدة والزحام، فالمؤمنون في جنات النعيم، والكفار مخلدون في الجحيم.
فقوله:{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا}. أي ظنوا أنهم لا يبعثون بعد موتهم. قال القرطبي:(والزَّعم هو القول بالظن). وقال شُريح:(لكل شيء كُنْية، وكُنْيَةُ الكذب زعموا).
وقوله:{قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ}. أي: قل يا محمد لهؤلاء المنكرين للبعث بعد الموت: بلى وربّي لتخرجن من قبوركم أحياء، ثم لتخبرن بما أسلفتم من أعمال أيام دنياكم.
وقوله:{وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}. أي: وبعثكم ومجازاتكم هين على اللَّه تعالى. وهذه ثالث آية أمر اللَّه رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يقسم بربه عز وجل على وقوع المعاد تأكيدًا لذلك، وتشديدًا في لهجة الإثبات أمام زعم المشركين. وهذه الآيات:
وقوله:{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}. أمرهم بالإيمان باللَّه تعالى ورسوله محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد أن عرفهم قيام الساعة وهدّدهم موقف العرض والحساب.