وفي سنن أبي داود بسند صحيح عن عمران بن حصين، سئل عن الرجل يطلق امرأته، ثم يقع بها، ولم يشهد على طلاقها، ولا على رجعتها، فقال:[طَلَّقْتَ لغير سُنة، وراجَعْتَ لغير سنة: أشْهِدْ على طلاقها، وعلى رجعتها، ولا تَعُدْ](١).
وعن الحسن:({ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ} قال: من المسلمين). وقال قتادة:(من أحراركم).
وقوله:{وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ}. قال النسفي:(لوجهه خالصًا، وذلك أن يقيموها لا للمشهود له ولا للمشهود عليه ولا لغرض من الأغراض سوى إقامة الحق ودفع الضرر).
وقوله:{ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}. أي: إنما ينتفع بهذه الأحكام والمواعظ من كان يؤمن باللَّه ويعظم شرعه، ويخاف عقابه في الدار الآخرة.
وقوله:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}. أصل عظيم من أصول الشريعة المطهرة، فإن التقوى هي مفتاح كل خير، وكل فرج ومخرج من كل أمر عسير.
قال ابن عباس:({وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} يقول: نجاته من كلّ كرب في الدنيا والآخرة). وعن قتادة:({يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} قال: من شبهات الأمور، والكرب عند الموت). وقال الحسن:(مخرجًا مما نهىِ اللَّه عنه). وقال أبو العالية:(مخرجًا من كل شدة). وقال الربيع بن خَيْثَم:({يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} من كل شيء ضاق على الناس). وقال الكلبي:({وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ} بالصبر عند المصيبة {يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} من النار إلى العقوبة). وقال الحسين بن الفضل:({وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ} في أداء الفرائض، {يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} من العقوبة).
وقال سهل بن عبد اللَّه:({وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ} في اتباع السنة {يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} من عقوبة أهل البدع، ويرزقه الجنة من حيث لا يحتسب).
وقيل:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ} في الرزق بقطع العلائق يجعل له مخرجًا بالكفاية. وقال عمر بن عثمان الصَّدفي: ({وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ} فيقف عند حدوده ويجتنب معاصيه يخرجه
(١) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٢١٨٦) - تفريع أبواب الطلاق. باب الرجل يراجع ولا يشهد. وانظر صحيح سنن أبي داود (١٩١٥).