ويعلمون صحة ذلك وصلته بالحسد، في حين ترى كثيرًا من الناس اليوم لا يكادون يفقهون معنى الحسد أو السحر أو العين ولا يؤمنون بشيء من هذا، بل ينسبونه إلى الخرافة وإلى أساطير الأولين، وكثير منهم واقع تحت نار السحر والعين والحسد من حيث لا يدري.
قال الحافظ ابن كثير رحمه اللَّه:(وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر اللَّه عز وجل).
قلت: وفي القرآن آيات تدل على تأثير العين، منها هذه الآية في سورة القلم، وآيتان في سورة يوسف:
قال الضحاك:(خاف عليهم العين). وقال قتادة:(خشي نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- العينَ على بنيه كانوا ذوي صورة وجمال). وفي رواية:(كانوا قد أوتوا صورة وجمالا فخشي عليهم أَنْفُسَ الناس). وقال السدي:(خاف يعقوب -صلى اللَّه عليه وسلم- على بنيه العين فقالوا:{لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ} فيقال: هؤلاء لرجل واحد! ولكن ادخلوا من أبواب متفرقة).
وكذلك قال ابن إسحاق:(لما أجمعوا الخروج، خشي عليهم أعين الناس، لهيأتهم، وأنهم لرجل واحد).
قال مجاهد:({إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا}: خيفة العين على بنيه). وقال ابن جرير:(إلا أنهم قضوا وطَرًا ليعقوب بدخولهم، لا من طريق واحد، خوفًا من العين عليهم، فأطمانت نفسه أن يكونوا أُتوا من قبل ذلك، أو نالهم من أجله مكروه).
وأما السنة العطرة فقد أسهمت بقسط وافر في الدلالة على أثر العين وسبيل الوقاية والعلاج منها. ومن ذلك أحاديث:
الحديث الأول: يروي البخاري في صحيحه عن أم سلمة رضي اللَّه عنها أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-