للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ٧. قوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (١) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (٢) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (٣) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (٥) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (٦) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (٧)}.

في هذه الآيات: سؤالُ بعض الكفار عن عذاب اللَّه وهو لا محالة واقع، على الكافرين وليس له من دون اللَّه ذي المعارج دافع، فاصبر يا محمد فكل آت قريب والصبر نافع.

فقوله تعالى: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ}. قال ابن عباس: (ذاك سؤال الكفار عن عذاب اللَّه وهو واقع). وقال مجاهد: (دعا داع {بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} قال: يقع في الآخرة). وقال قتادة: (سأل عذاب اللَّه أقوام، فبين اللَّه على من يقع على الكافرين).

وفي التنزيل نحو ذلك:

١ - قال تعالى: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال: ٣٢].

٢ - وقال تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} [الحج: ٤٧].

وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال: [قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فنزلت: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (٣٣) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} [الأنفال: ٣٣ - ٣٤] الآية] (١).


(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٤٦٤٩) - كتاب التفسير من صحيحه - سورة الأنفال.

<<  <  ج: ص:  >  >>