للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله تعالى: {لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ}. قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: ليس للعذاب الواقع على الكافرين من اللَّه دافع يدفعه عنهم).

وقوله تعالى: {مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ}. قال الرازي: (المعارج جمع معرج، وهو المصعد). قال ابن عباس: ({ذِي الْمَعَارِجِ} يقول: العلو والفواضل). أو قال: (ذي الدرجات).

وقال قتادة: (ذي الفواضل والنِّعم). وقال مجاهد: ({مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ} قال: معارج السماء). وقيل: هي معارج الملائكة؛ لأنها تعرج إلى السماء فوصف نفسه بذلك.

وقيل: المعارج هي الدرجات التي يعطيها سبحانه أولياءه في الجنة.

وقوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}.

أي: تصعد إليه الملائكة {وَالرُّوحُ} -وهو جبريل عليه السلام أو روح المؤمن عند الموت- فيكون مقدار صعودهم ذلك في يوم لغيرهم من الخلق خمسين ألف سنة.

قال ابن كثير: (وأما {وَالرُّوحُ}: يحتمل أن يكون المراد به جبريل، ويكون من بابَ عطْفِ الخاص على العام. ويحتمل أن يكون اسمَ جنْسٍ لأرواح بني آدم فإنها إذا قُبِضَت يُصْعَدُ بها إلى السماء).

قلت: وكلا المعنين حق، فصعود الروح جبريل وكذلك أرواح المؤمنين ثابت في السنة الصحيحة:

ففي المسند وسنن أبي داود ومستدرك الحاكم بسند صحيح من حديث البراء مرفوعًا: [فيصعدون بها -أي روح المؤمن- فلا يمرون بها على ملأٍ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى ينتهي به إلى السماء السابعة] الحديث (١).

وعن مجاهد: ({فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}. قال: منتهى أمره من أسفل


(١) حديث صحيح. وهو جزء من حديث طويل. أخرجه أحمد (٤/ ٢٨٧) (٤/ ٢٩٥)، وأخرجه أبو داود (٢/ ٢٨١)، والحاكم (١/ ٣٧ - ٤٠)، والطيالسي (رقم ٧٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>