للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ٧. قوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (١) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (٢) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (٣) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (٤) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (٥) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (٦) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (٧)}.

في هذه الآيات: إخبارُ اللَّه تعالى عن استماع نفر من الجن هذا القرآن، وإعلان إيمانهم به وكذب زعيمهم الشيطان، وكذلك أتباعه من شياطين الإنس والجان.

فقوله: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ}. أي: قل يا محمد مخبرًا قومك: أوحى اللَّه إلي أن نفرًا من الجن استمعوا هذا القرآن. والنّفر جماعة من الثلاثة إلى العشرة. وقوله: {مِنَ الْجِنِّ} أي: جن نصيبين.

وقوله: {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}. قال النسفي: ({فَقَالُوا} لقومهم حين رجعوا إليهم من استماع قراءة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في صلاة الفجر {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} عجيبًا بديعًا مباينًا لسائر الكتب في حسن نظمه وصحة معانيه، والعجب ما يكون خارجًا عن العادة، وهو مصدر وضع موضع العجيب).

وقوله: {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}: أي إلى السّداد والنجاة والفلاح. وهو منهج التوحيد والحق والإيمان.

وقوله: {فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}. أي: فصدقناه ولن نشرك بربنا أحدًا من خلقه.

وقوله: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا}. الجدّ في لغة العرب: العظمة والجلال. أي: تعالت عظمته وتقدس أمره وفضله جل جلاله. قال ابن عباس: ({جَدُّ رَبِّنَا} أي: فِعْلُهُ وأمرُه

<<  <  ج: ص:  >  >>