في هذه الآيات: إخبارُ اللَّه تعالى عن استماع نفر من الجن هذا القرآن، وإعلان إيمانهم به وكذب زعيمهم الشيطان، وكذلك أتباعه من شياطين الإنس والجان.
فقوله:{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ}. أي: قل يا محمد مخبرًا قومك: أوحى اللَّه إلي أن نفرًا من الجن استمعوا هذا القرآن. والنّفر جماعة من الثلاثة إلى العشرة. وقوله:{مِنَ الْجِنِّ} أي: جن نصيبين.
وقوله:{فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}. قال النسفي:({فَقَالُوا} لقومهم حين رجعوا إليهم من استماع قراءة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في صلاة الفجر {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} عجيبًا بديعًا مباينًا لسائر الكتب في حسن نظمه وصحة معانيه، والعجب ما يكون خارجًا عن العادة، وهو مصدر وضع موضع العجيب).
وقوله:{يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ}: أي إلى السّداد والنجاة والفلاح. وهو منهج التوحيد والحق والإيمان.