[يقبضُ اللَّه الأرضَ ويطوي السماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ ](١).
وفي لفظ عند الإمام مسلم من حديث عبد اللَّه بن عمر:[يطوي اللَّه السماوات يومَ القيامةِ ثم يأخذهن بيدهِ اليمنى ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون، أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين يأخذهن بيدهِ الأخرى ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ].
في هذه الآيات: نَعْتُ حال المتقين يوم الدين، فهم في الملذات في جنات النعيم، وتوعّد المجرمين المكذبين نار الجحيم، جزاء بما كانوا يعملون.
فقوله تعالى:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ}. قال ابن جرير:(يقول تعالى ذكره: إن الذين اتقوا عقاب اللَّه بأداء فرائضه في الدنيا، واجتنابِ معاصيه {فِي ظِلَالٍ} ظليلة، وكنّ كنين، لا يصيبهم أذى حر ولا قرّ، إذ كان الكافرون باللَّه في ظل ذي ثلاث شعب، لا ظليل ولا يغني من اللهب. {وَعُيُونٍ} أنهار تجري خلال أشجار جناتهم).
وقوله تعالى:{وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ}. أي: ويأكلون من سائر أنواع الثمار، من كل ما اشتهوا وتمنوا من صنوف الفاكهة وثمار الأشجار.
وقوله تعالى:{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}. أي: ويقال لهم على سبيل الإحسان إليهم وحسن الاستقبال والضيافة: كلوا من هذه الفواكه واشربوا من هذه
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٢/ ٤٨)، كتاب التفسير، وكذلك (٦٥١٩)، (٧٣٨٢)، و (٧٤١٣). وانظر للشاهد بعده: مختصر صحيح مسلم (١٩٤٦).