العيون، فلا تكدير عليكم ولا تنغيص، ولا أذى يلحق أبدانكم، بل سرور وهناءة وعافية مقابل صبركم وحسن أعمالكم.
وقوله تعالى: {إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}. أي: إنا كذلكَ نثيب الذين أحسنوا الإيمان وأخلصوا العمل.
وقوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}. أي: بتكريم اللَّه المتقين، وحسن مستقر الأبرار والصالحين.
وقوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ}. تهديد شديد، ووعيد أكيد.
قال ابن زيد: (عُني به أهل الكفر). والمقصودُ: كلوا معشر الكفرة في بقية آجالكم، وتمتعوا ببقية أعمالكم، فإنه مسنون بكم سنة اللَّه في من سبقكم من المجرمين، خِزي وعذاب في الدنيا ثم جحيم وسعير في الآخرة.
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: {نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ} [لقمان: ٢٤].
٢ - وقال تعالى: {مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ} [يونس: ٧٠].
٣ - وقال تعالى: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [الحجر: ٣].
وقوله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}. أي: الذين كذبوا بما أخبر اللَّه جلت عظمتهُ أنه فاعل بالمجرمين المستكبرين.
وقوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ}. قال ابن كثير: (أي: إذا أُمِرَ هؤلاء الجهلةُ من الكفار أن يكونوا من المصلين مع الجماعة امتنعوا من ذلكَ واستكبروا عنه. ولهذا قال تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}).
وقوله تعالى: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}. أي: فبأي حديث غير هذا القرآن المعجز يصدقون إذا لم يؤمنوا به؟ وهو توبيخ للمشركين واستخفاف بعقولهم.
تم تفسير سورة المرسلات بعون اللَّه وتوفيقه، وواسع منّه وكرمه عصر يوم الأربعاء ٧/ ذي القعدة/ ١٤٢٦ هـ الموافق ٧/ كانون الأول/ ٢٠٠٥ م