للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاتخذي ثَوْبًا. فقالت: هو أكثر من ذلك، إنما أثجُّ ثجًا] الحديث (١).

وقد أورده الحافظ ابن كثير مستدلًا منه أن استعمال الثجّ إنما هو في الصبّ المتتابع الكثير.

وقوله تعالى: {لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا}. أي: لنخرج بذلكَ الماء حبًّا كالحنطة والشعير وما يُدَّخر للأناسي والأنعام، و {وَنَبَاتًا} كالكلأ والخضر الذي تأكله الدواب أو الزرع الذي يُؤكل رطبًا.

وقوله تعالى: {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا}. أي: وبساتين ملتفة الأشجار. قال ابن عباس: ({وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا} قال: مجتمعة). وقال مجاهد: (ملتفة). وقال قتادة: (التف بعضها إلى بعض). والمقصود: تشعبت أغصان أشجار تلك البساتين والحدائق فأصبحت ملتفة بعضها ببعض.

قال الرازي: (قدّم الحب لأنه الأصل في الغذاء. وثنى بالنبات لاحتياج الحيوانات إليه. وأخّر الجنات لأن الحاجة إلى الفواكه ليست بضرورية).

١٧ - ٣٠. قوله تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (١٧) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (١٨) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (١٩) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (٢٠) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (٢١) لِلطَّاغِينَ مَآبًا (٢٢) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (٢٣) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (٢٤) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (٢٥) جَزَاءً وِفَاقًا (٢٦) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (٢٧) وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا (٢٨) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (٢٩) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (٣٠)}.

في هذه الآيات: تأكيدُ اللَّه تعالى يوم الفصل ميقاتًا للحساب، يوم ينفخ في الصور ويحشر الناس لنيل الثواب ونكال العقاب، وتفتح السماء وتسير الجبال كالسراب، وتحضر جهنم ليصلاها الطغاة والمجرمون ويلقون سوء العذاب.

فقوله تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا}. يوم الفصل: يوم القيامة، سمي كذلكَ لأن اللَّه تعالى يفصل فيهِ بين خلقه. قال قتادة: (هو يوم عظّمهُ اللَّه، يَفصل اللَّه فيه بين الأولين والآخرين بأعمالهم).


(١) حديث حسن. أخرجه أبو داود في السنن (٢٨٧). وانظر صحيح سنن أبي داود (٢٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>