أمر فخرج منه ثم عاد إليه رجع إلى حافرته، أي إلى حالته الأولى. ويقال النقد عند الحافرة، أي عند الحالة الأولى وهي الصفقة).
وقوله تعالى:{أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً}. قال ابن عباس ومجاهد:(أي بالية). وقال ابن عباس:(وهو العظم إذا بَلِيَ ودخَلت الريحُ فيه). وفي لغة العرب: نَخِرَ العظم: أي بلِيَ وتفتت. والمقصود: استبعاد المشركين البعث بعد الموت وقد صارت العظام بالية متفتِّتة.
قال محمد بن كعب:(قالت قريش: لئن أحيانا اللَّه بعد أن نموت لنخسَرنَّ). والمقصود: قال منكرو البعث: لئن رددنا بعد الموت لنخسرنّ بما يصيبنا مما يقوله محمد.
وقوله تعالى:{فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ}. قال مجاهد:(صيحة واحدة). وقال الحسن البصري:(زَجْرَةٌ من الغَضَب). وقال إبراهيم التَّيْمِيُّ:(أشَدُّ ما يكون الربُّ غَضَبًا على خَلْقِهِ يومَ يَبْعَثهم). وقال الربيع بن أنس:(زَجْرةٌ واحدة: هي النفخة الآخرة).
والمقصود: فإنما هو -معشر المُنكرين للمعاد والحساب- أمرٌ واحد من الواحد القهار لا مَثْنَوية فيه ولا تأكيد، فإذا جميع الناس قيام ينظرون. وذلك حين يأمر الجبار إسرافيل لينفخ نفخة البعث.
وقوله تعالى:{فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ}. الساهرة في كلام العرب: وجه الأرض. قال مجاهد:(كانوا بأسفلها، فَأُخرجوا إلى أعلاها). وقال قتادة:(لما تباعد البعث في أعين القوم، قال اللَّه: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (١٣) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} يقول: فإذا هم بأعلى الأرض، بعدما كانوا في جوفها). وقال أيضًا:(فإذا هم يخرجون من قبورهم فوق الأرض).