في هذه الآيات: تقسيم المآل بحسب الأعمال، فأهل الإيمان والبر في نعيم الجنان، وأهل الكفر والعصيان في صِلِيِّ النيران، إنه يوم الدين والحساب، يوم نيل الثواب ونكال العقاب.
فقوله تعالى:{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ}. قال ابن جرير:(يقول جل ثناؤه: إنّ الذين برّوا بأداء فرائض اللَّه، واجتناب معاصيه، لفي نعيم الجنان ينعمون فيها). والأبرار جمع "بَرّ" وهو المتصف بالبِرّ -أي الطاعة.
وقوله تعالى:{وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ}. أي: وإن الذين فجروا عن أمر اللَّه -أي انشقوا عنه وخالفوه- سيصيرون إلى الجحيم.
وقوله تعالى:{يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ}. أي يصلى هؤلاء الفجار الجحيم يوم القيامة، يوم يُدان العباد بالأعمال، فيجازون بها. قال ابن عباس:({يَوْمَ الدِّينِ} من أسماء يوم القيامة، عظّمهُ اللَّه، وحذّره عباده).
وقوله تعالى:{وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ}. أي: لا يفارق أصحاب الجحيم النار أبدًا، ولا يغيبون عنها، ولا يجابون إلى ما يسألون من الموت أو الراحة، ولو يومًا واحدًا، بل هم فيها أبدَ الآبدين. كما قال تعالى:{وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ}[الحجر: ٤٨].
وقوله تعالى:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ}. قال قتادة:(تعظيمًا ليوم القيامة، يوم تدان فيه الناس بأعمالهم).
وقوله تعالى:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ}. تأكيد لِعِظَم ذلك اليوم عن طريق التكرار، وتفخيم لأهواله التي تحمل الفضيحة والخزي على الكفرة والمجرمين والفجار.
وقوله تعالى:{يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ}. تفسير لما يكون في