للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ١٥. قوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (٢) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (٤) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (٥) يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (٦) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (٨) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (٩) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (١٠) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (١١) وَيَصْلَى سَعِيرًا (١٢) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (١٣) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (١٤) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (١٥)}.

في هذه الآيات: تصدُّع السماء ودَكُّ الجبال وبسط الأرض وإخراجها ما فيها من الأموات لمشهد الحشر العظيم، وكل ما يلقى الإنسان في هذه الدنيا من العناء والجهد في سبيل اللَّه يقابله به الرحمان الكريم، فمن أوتي كتاب أعماله بيمينه فقد ظفر بالفوز العظيم، ومن أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يصلى نار الجحيم.

فقوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}. أي انصدعت، وتفطّرت، وكانت أبوابًا. وذلك يوم القيامة.

وقوله تعالى: {وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}. أي: أطاعت ربها واستمعت لأمره لها بالانشقاق، وحُقَّ لها أن تطيع وتنقاد وتسمع. قال ابن عباس: ({وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ}: سمعت لربها. قال: حقّقت لطاعة ربها). وقال سعيد بن جبير: ({وَحُقَّتْ}: وحقّ لها).

والمقصود: وحُقَّ لها أن تطيع أمر ربها، فهو العظيم الواحد القهار الذي لا يمانع أمره ولا يخالف.

وقوله تعالى: {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ}. أي بُسِطت، ودكت جبالها، حتى صارت قاعًا صفصفًا. قال ابن كثير: ({وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ} أي: بُسْطَتْ وَفُرِشَت وَوُسِّعت).

وقوله تعالى: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ}. أي: أخرجت ما فيها من الأموات وطرحته على ظهرها، {وَتَخَلَّتْ} أي: تبرأت منهم وتخلّت عنهم إلى اللَّه لينفذ فيهم أمره. قال قتادة: ({وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ}: أخرجت أثقالها وما فيها). وقال سعيد بن جبير: (ألقت

<<  <  ج: ص:  >  >>