للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يهزم الجيوش وحده، وكان قتل جالوت وهو رأس العمالقة على يده).

قيل: هو داود بن إيشَا. وقيل: داود بن زكريا بن رشوى، وكان من سِبط يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وكان من أهل بيت المقدس جمع له بين النبوة والملك.

وقوله: {وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ}.

قال السدي: (آتاه الله ملك طالوت ونبوة شمعون).

والحكمة: الفهم والنبوة، وقوله: {وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ} قال ابن جرير: (يعني: علمه صنعة الدروع والتقدير في السَّرْد، كما قال الله تعالى ذكره: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ ... } [الأنبياء: ٨٠]).

وقوله: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ}.

قال مجاهد: (يقول: ولولا دفع الله بالبَرِّ عن الفاجر، ودفعه ببقية أخلاف الناس بعضهم عن بعض، {لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} بهلاك أهلها). وقال ابن كثير: (أي: لولا الله يدفع عن قوم بآخرين، كما دفع عن بني إسرائيل بمقاتلة طالوت وشجاعة داود، لهلكوا، كما قال الله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} الآية).

وقوله: {وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالمِينَ}.

أي: منّ عليهم بالدفع. قال القاسمي: (ولذلك قوّى سبحانه هؤلاء الضعفاء وأعطى بعضهم الملك والحكمة ومن سائر العلوم، ليدفع فساد الأقوياء بالسيف). وقال النسفي: ({وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالمِينَ}: بإزالة الفساد عنهم، وهو دليل على المعتزلة في مسألة الأصلح).

وقوله: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ}.

يعني: القصص التي اقتصها سبحانه من حديث الألوف وإماتتهم وإحيائهم وتمليك طالوت وإظهاره على الجبابرة، ودفع الفساد برحمته سبحانه والمفسدين، وإعزاز المؤمنين والصالحين.

وقوله: {وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}.

توكيد وتوطئة للقسم، والخطاب للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، إذ يخبر بها من غير معرفة بقراءة كتاب أو سماع من أهله.

<<  <  ج: ص:  >  >>