للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التعظيم الذي لا يليق إلا لله. قال ابن جرير: (والصواب من القول عندي في "الطاغوت"، أنه كل ذي طغيان على الله، فعُبِدَ من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنسانًا كان ذلك المعبود، أو شيطانًا، أو وَثنًا، أو صنمًا، أو كائنًا ما كان من شيء).

وقوله: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}.

فيه أقوال متقاربة:

١ - قال مجاهد: (الإيمان).

٢ - قال السدي: ({بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}، هو الإسلام).

٣ - قال سعيد بن جبير: ({فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}: لا إله إلا الله).

٤ - وقال أنس بن مالك: (العروة الوثقى: القرآن).

٥ - وقال سالم بن أبي الجَعْد: (هو الحب في الله، والبغض في الله).

وقوله: {لَا انْفِصَامَ لَهَا}.

يعني: لا انكسار لها. قال مجاهد: ({لَا انْفِصَامَ لَهَا}: لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). وقال السدي: (لا انقطاع لها).

أخرج الإمام أحمد في المسند من حديث عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن نبي الله نوحًا - صلى الله عليه وسلم - لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاص عليك الوصية، آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين، آمرك بـ "لا إله إلا الله" فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة، رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة قصمتهن لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق الخلق، وأنهاك عن الشرك والكبر] (١).

وأخرج البخاري عن قَيْسِ بن عُبَاد قال: [كنت جالسًا في مسجد المدينة فدخل رجلٌ على وجهه أثرُ الخشوع فقالوا: هذا رجلٌ من أهل الجنة، فصلى ركعتين تجوّز فيهما، ثم خرج وتَبِعْتُهُ فقلت: إنك حين دخلت المسجد قالوا: هذا رجل من أهل الجنة،


(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد في المسند (٢/ ١٦٩ - ١٧٠)، والبخاري في الأدب المفرد (٥٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>