للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال مكحول: ({مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، يعني به: الإنفاق في الجهاد، من رباط الخيل وإعداد السلاح وغير ذلك). وقال سعيد بن جبير: (يعني: في طاعة الله). وقد جاءت السنة الصحيحة بآفاق هذا المعنى، في أحاديث كثيرة، منها:

الحديث الأول: أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي مسعود قال: [جاء رجل بناقة مخطومة، فقال: يا رسول الله، هذه في سبيل الله، فقال: لك بها يوم القيامة سبع مئة ناقة] (١).

الحديث الثاني: أخرج الإمام أحمد والإمام مسلم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [كل عمل ابن آدم يُضاعِفُ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضِعْف، إلى ما شاء الله، يقول الله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به] (٢).

الحديث الثالث: أخرج الإمام أحمد والترمذي بسند صحيح عن خزيم بن فاتك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [من أنفق نفقة في سبيل الله، كُتبت له سبع مئة ضعف] (٣).

وقوله: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ}.

قال ابن جرير: (والله يضاعف على السبع مئة (٤) إلى ما يشاء من التضعيف، لمن يشاء من المنفقين في سبيله). وقال ابن كثير: (أي: بحسب إخلاصه في عمله).

وقوله: {وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.

قال ابن زيد: ({وَاسِعٌ} أن يزيد من سعته، {عَلِيمٌ} عالم بمن يزيده).

٢٦٢ - ٢٦٤. قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٦٢) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (٢٦٣) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (١٨٩٢)، وأحمد في المسند (٤/ ١٢١)، والنسائي في السنن (٤٩١٦)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٩٠).
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم (١١٥١)، وأحمد (٢/ ٤٤٣)، وابن ماجة (١٦٣٨)، وغيرهم.
(٣) حديث صحيح. أخرجه أحمد (١٨٥٥٩)، والترمذي (١٦٢٥)، والنسائي (٦/ ٤٩)، وانظر صحيح الجامع الصغير -حديث رقم- (٥٩٨٦)، وأخرجه الحاكم.
(٤) الأصحّ لغة أن يقال: والله يضاعف على سبع المئة إلى ما يشاء من التضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>