أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [نحن أحقُّ بالشك من إبراهيم، إذ قال: رب أرني كيف تحيي الموتى؟ قال: أو لم تؤمِنْ؟ قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبي] (١).
قال البغوي في تفسيره (١/ ١٨٦): (أي: ليسكن قلبي بالمعاينة والمشاهدة).
وقال ابن خزيمة: (لم يشك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا إبراهيم في أن الله قادر على أن يحيي الموتى وإنما شكّا في أنه هل يجيبهما إلى ما سألا).
قال ابن عباس: ({وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}: ما في القرآن آية أرجى عندي منها. قال: فهذا لما يعترض في النفوس ويوسوس به الشيطان).
وقوله: {قَال فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ}.
قال ابن عباس: (أي: قَطِّعْهُنَّ).
وقال في رواية: (أوثقهن، فلما أوثقهن ذبحهن، ثم جعل على كل جبل منهن جزءًا).
وقوله: {ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا}.
فدعاهن فركبهن الله في صورتهن الأولى.
وقوله: {وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
أي: لا يغلبه شيء، وهو الحكيم في أمره وقدره.
٢٦١. قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦١)}.
في هذه الآية: تمثيل رائع لتضاعف الإنفاق والبذل في سبيل الله وبعض الحسنات عند الله إلى سبع مئة ضعف.
قال ابن عباس: (الجهاد والحج، يضعف الدرهم فيهما إلى سبع مئة ضعف).
(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣٣٧٢)، (٤٥٣٧)، وأخرجه مسلم (١٥١)، وغيرهما.