مملوك في الزنا، وذلك لأن الآية دلت على أن عليهن نصف ما على المحصنات من العذاب).
وقوله:{ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ}. قال مجاهد:(الزنا). وقال ابن عباس:(العنت الزنا).
وقوله:{وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ}. قال السدي:(يقول: وأن تصبر ولا تنكح الأمة فيكون ولدك مملوكين، فهو خير لك). والمقصود: أن الصبر على العُزْبة خير من نكاح الأمة، لأنه يُفضي إلى إرقاق الولد.
وفي الأثر عن عمر:(أيّما حُرٍّ تزوَّج بأمَةٍ فقد أرقّ نصفه).
وقوله:{وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. أي: غفور لكم نكاح الإماء وما سلف منكم إن أصلحتم، رحيم بكم إذ أذن لكم بنكاحهن عند الافتقار والحاجة.
في هذه الآيات: يريد الله سبحانه تبيان حلاله وحرامه، ففي معرفة ذلك والتزام حدوده رضاه جل ذكره، كما يريد إرشاد عباده المؤمنين إلى سبل أهل الإيمان والصلاح في الأمم قبلهم، وإلى مناهج الأنبياء والمرسلين في تحريم نكاح الأمهات والبنات والأخوات، فإن الله {عَلِيمٌ} بما يصلح أحوال عباده في أديانهم ودنياهم، {حَكِيمٌ} في قدره وشرعه وأمره ونهيه لهم جميعًا. والله يريد كذلك أن يتجاوز عما سلف منكم أيام الجاهلية ويريد أهل الباطل أن تستمروا على الفواحش. والله يريد اليسر بكم في أمر النكاح وفي كل أمر، فإن الإنسان ضعيف أمام النساء.
وقوله:{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} - أي: يتجاوز عما كان في جاهليتكم من الاستهتار بنكاح حلائل الآباء والأبناء وغير ذلك مما يستبيحه أهل الجاهلية.