للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكونوا مثلهم، تزنون كما يزنون). قال: ({وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ}، قال: الزنا، {أَنْ تَمِيلُوا}، قال: أن تزنوا).

وقال ابن زيد: (يريد أهل الباطل وأهل الشهوات في دينهم، أن تميلوا في دينكم ميلًا عظيمًا، تتبعون أمو دينهم، وتتركون أمرَ الله وأمرَ دينكم).

وقوله: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ}. قال مجاهد: (في نكاح الأمة، وفي كل شيء فيه يسر).

وقوله: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}. قال طاووس: (في أمور النساء. ليس يكون الإنسان في شيء أضعفَ منه في النساء)،

٢٩ - ٣١. قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (٢٩) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (٣٠) إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا (٣١)}.

في هذه الآيات: يعقب الله سبحانه بتذكير عباده بأمور أخرى من أمور الجاهلية يحبهم أن يتنزهوا عنها ويترفعوا عن السقوط في أوحالها، كالربا والقمار، وفاسد العلاقات في الأموال، كما ينهاهم عن قتل النفس المفضي إلى عذاب النار، ثم يقرّر أن اجتناب الكبائر يكفر الصغائر من الأعمال.

يروي ابن جرير بسنده عن عكرمة عن ابن عباس قال: (في الرجل يشتري من الرجل الثوب فيقول: "إن رضيته أخذته وإلا رددته ورددت معه درهمًا"، قال: هو الذي قال الله: {لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}.

وقال السدي: (أما أكلهم أموالهم بينهم بالباطل، فبالربا والقمار والبخس والظلم).

وقوله: {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ}. قال قتادة: (التجارة رزق من رزق الله، وحلال من حلال الله، لمن طلبها بصدقها وبرِّها. وقد كنا نحدَّث: أن التاجرَ

<<  <  ج: ص:  >  >>