للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [صلة القرابة مثراةٌ في المال، محبّةٌ في الأهل، منسأةٌ في الأجل] (١).

وقوله: {وَالْيَتَامَى} جمع يتيم. وهو الطفل قد مات والده وهلك.

وقوله: {وَالْمَسَاكِينُ} جمع مسكين، وهو من ركبه ذل الفاقة والحاجة، فتمسكن لذلك. فأمر سبحانه بالإحسان إليهم، ووعد على ذلك خيرًا.

أخرج الإمام أحمد بسند حسن عن أبي هريرة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [إن أردت أن يلينَ قلبُكَ، فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم] (٢).

وقوله: {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى}. قال ابن عباس: (يعني الذي بينك وبينه قرابة).

وقال مجاهد: (جارك، هو ذو قرابتك). وقال قتادة: (إذا كان له جار له رحم، فله حقّان اثنان: حق القرابة، وحق الجار).

وقوله: {وَالْجَارِ الْجُنُبِ}. قال ابن عباس: (الذي ليس بينك وبينه قرابة). وقال نوف الشامي: (اليهودي والنصراني) ذكره ابن جرير. وقال مجاهد: ({وَالْجَارِ الْجُنُبِ} يعني الرفيق في السفر).

قلت: والتفريق في الآية بيق الجار ذي القربى والجار الجنب يقتضي قرابة الأول وبعد الآخر حتى لو كان يهوديًّا أو نصرانيًّا، وفي ذلك اشتمال بالوصية لكل أنواع الجيران. وقد امتلأت السنة الصحيحة بالوصايا بالجار، ومن ذلك:

الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُوَرِّثُه] (٣).

الحديث الثاني: أخرج الإمام أحمد بسند جيد عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: [خيرُ الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره] (٤).

الحديث الثالث: أخرج الطبراني بسند حسن عن عبد الرحمن بن أبي قراد، عن


(١) حديث صحيح. انظر مسند أحمد (٢/ ٣٧٤)، والحاكم (٤/ ١٦١)، وصحيح الجامع (٣٦٦٢).
(٢) حديث حسن. أخرجه أحمد (٢/ ٢٦٣)، والطبراني في "مختصر مكارم الأخلاق" (١/ ١٢٠ / ١).
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٦٠١٥)، ومسلم (٢٦٢٥)، وأخرجه أحمد (٢/ ٨٥).
(٤) حديث إسناده جيد. أخرجه أحمد في المسند (٢/ ١٦٧)، والترمذي (١٩٤٤)، ورجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>