وقوله:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا}. أي: عفوًا عن ذنوب عباده، ما لم يشركوا به، {غَفُورًا} فلم يزل يستر عليهم ذنوبهم كما غفر وستر عن صلاتهم في ما مضى سكارى.
في هذه الآيات: فضحُ الله اليهود في تكذيبهم محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وقد عرفوه، وفي سلوكهم الفاسد وتعاملهم المنكر، وطردهم من رحمة الله بكفرهم.
قال قتادة:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}، فهم أعداء الله اليهود، اشتروا الضلالة).
والمقصود باشترائهم الضلالة: تكذيبهم بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وتركهم الإيمان به وهم عالمون أن الواجب عليهم كما جاء في كتبهم الإيمان به.
وقوله:{وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}. أي: يود هؤلاء اليهود لو تكفرون بما أنزل عليكم فتشابهونهم في الضلال.
وقوله:{وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ}. أي: بعداوة هؤلاء اليهود ومكرهم بكم أيها المؤمنون، فاحذروا الوقوع في أهوائهم.
وقوله:{وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا}. أي: حسبكم الله يحرسكم من أعداء دينكم. {وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا} أي: وينصركم عليهم.
وقوله:{مِنَ الَّذِينَ هَادُوا}. {مِنَ} لبيان الجنس. {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} أي: يبدلون معناها ويغيِّرونها عن تأويله. قال مجاهد:(تبديل اليهود التوراة).
وقوله:{وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}. قال ابن زيد:(قالوا: قد سمعنا، ولكن لا نطيعك). وقال مجاهد:(قالت اليهود: سمعنا ما تقول ولا نطيعك). يخاطبون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.