للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتاب ويقولون: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} وأنه لا ذنوب لهم، وأنه لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى، إلى غير ذلك من الزور والكذب.

وقوله: {وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا}. قال ابن جرير: (يعني أنه يبين كذبهم لسامعيه، ويوضح لهم أنهم أَفَكَةٌ فجرة).

وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (٥١) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا}.

أخرج الإِمام أحمد وابن حبان بسند صحيح عن ابن عباس قال: [لما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت له قريش: أنت خير أهل المدينة وسيدهم، قال: نعم، قالوا: ألا ترى إلى هذا الصنبور المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة وأهل السقاية. قال: أنتم خير منه، قال: فأنزلت: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}. وأنزلت: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} إلى قوله: {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا}] (١).

وفي قوله: {بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} أقوال:

١ - قال عكرمة: (الجبت والطاغوت صنمان).

٢ - قال ابن عباس: (الجبت: الأصنام، والطاغوت: الذين يكونون بين أيدي الأصنام يعبّرون عنها الكذب ليضلوا الناس).

٣ - قال مجاهد: (الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان).

وقال: (والطاغوت: الشيطان في صورة إنسان يتحاكمون إليه، وهو صاحب أمرهم).

٤ - قال سعيد بن جبير: (الجبت: الساحر، بلسان الحبشة، والطاغوت: الكاهن).

والجمع بين هذه الأقوال: الجبت والطاغوت اسمان لكل معظَّم بعبادة من دون


(١) حديث صحيح. ورواه ابن جرير (٩٧٩١) ورجاله رجال الصحيح. وانظر: الصحيح المسند من أسباب النزول -الوادعي- سورة النساء آية (٥٤). والصنبور المنبتر: كناية عن الرجل الضعيف الذليل بلا أهل ولا عقب ولا ناصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>