أخرج الإِمام أحمد وابن حبان بسند صحيح عن ابن عباس قال: [لما قدم كعب بن الأشرف مكة قالت له قريش: أنت خير أهل المدينة وسيدهم، قال: نعم، قالوا: ألا ترى إلى هذا الصنبور المنبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة وأهل السقاية. قال: أنتم خير منه، قال: فأنزلت: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}. وأنزلت:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} إلى قوله: {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا}] (١).
وفي قوله:{بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} أقوال:
١ - قال عكرمة:(الجبت والطاغوت صنمان).
٢ - قال ابن عباس:(الجبت: الأصنام، والطاغوت: الذين يكونون بين أيدي الأصنام يعبّرون عنها الكذب ليضلوا الناس).
٣ - قال مجاهد:(الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان).
وقال:(والطاغوت: الشيطان في صورة إنسان يتحاكمون إليه، وهو صاحب أمرهم).
٤ - قال سعيد بن جبير:(الجبت: الساحر، بلسان الحبشة، والطاغوت: الكاهن).
والجمع بين هذه الأقوال: الجبت والطاغوت اسمان لكل معظَّم بعبادة من دون
(١) حديث صحيح. ورواه ابن جرير (٩٧٩١) ورجاله رجال الصحيح. وانظر: الصحيح المسند من أسباب النزول -الوادعي- سورة النساء آية (٥٤). والصنبور المنبتر: كناية عن الرجل الضعيف الذليل بلا أهل ولا عقب ولا ناصر.