للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله، فيدخل في ذلك الحجر والإنسان والكاهن والساحر والشيطان، ومن دعا إلى عبادة نفسه، ومن عُبد وهو راض، وكل منهج يخالف شريعة الله ومنهجه الذي ارتضى لعباده.

وقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ}. يعني: أخزاهم وأبعدهم من رحمته بسبب إيمانهم بالجبت والطاغوت وكفرهم بالله ورسوله. {وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا}. يعني: من يخزه الله ويطرده من رحمته فلا ناصر له ولا منقذ.

٥٣ - ٥٥. قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (٥٣) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (٥٤) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (٥٥)}.

في هذه الآيات: ذمُّ القوم من أهل الكتاب الموصوفين بالبخل، والحاسدين لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه على النبوة والصحبة، وقد كانت النبوة فيهم من قبل والملك، فمنهم من آمن ومنهم من كفر، وكفى بجهنم سعيرًا.

قال ابن كثير: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ}؟ وهذا استفهام إنكاري، أي ليس لهم نصيب من الملك. ثم وصفهم بالبخل، فقال: {فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا}: أي لأنهم لو كان لهم نصيب في الملك والتصرف لما أعطوا أحدًا من الناس ولا سيما محمدًا - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، ولا ما يملأ النقير).

قال ابن عباس: ({نَقِيرًا} يقول: النقطة التي في ظهر النواة). وقال مجاهد: (النقير، حبَّة النواة التي في وسطها).

والخلاصة: لقد وَصف الله هؤلاء القوم من أهل الكتاب بالبخل بالشيء اليسير الدنيء، حتى لو كانوا أهل سعة وقدرة. كما قال سبحانه في سورة الإسراء: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا}. والقتور: البخيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>