الله، فيدخل في ذلك الحجر والإنسان والكاهن والساحر والشيطان، ومن دعا إلى عبادة نفسه، ومن عُبد وهو راض، وكل منهج يخالف شريعة الله ومنهجه الذي ارتضى لعباده.
وقوله:{أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ}. يعني: أخزاهم وأبعدهم من رحمته بسبب إيمانهم بالجبت والطاغوت وكفرهم بالله ورسوله. {وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا}. يعني: من يخزه الله ويطرده من رحمته فلا ناصر له ولا منقذ.
في هذه الآيات: ذمُّ القوم من أهل الكتاب الموصوفين بالبخل، والحاسدين لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه على النبوة والصحبة، وقد كانت النبوة فيهم من قبل والملك، فمنهم من آمن ومنهم من كفر، وكفى بجهنم سعيرًا.
قال ابن كثير:{أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ}؟ وهذا استفهام إنكاري، أي ليس لهم نصيب من الملك. ثم وصفهم بالبخل، فقال:{فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا}: أي لأنهم لو كان لهم نصيب في الملك والتصرف لما أعطوا أحدًا من الناس ولا سيما محمدًا - صلى الله عليه وسلم - شيئًا، ولا ما يملأ النقير).
قال ابن عباس:({نَقِيرًا} يقول: النقطة التي في ظهر النواة). وقال مجاهد:(النقير، حبَّة النواة التي في وسطها).
والخلاصة: لقد وَصف الله هؤلاء القوم من أهل الكتاب بالبخل بالشيء اليسير الدنيء، حتى لو كانوا أهل سعة وقدرة. كما قال سبحانه في سورة الإسراء:{قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا}. والقتور: البخيل.