المعنى: توبيخ من الله لهؤلاء اليهود على حسدهم محمدًا وأصحابه، على اختياره الله سبحانه للنبوة، واختيار الأصحاب للجندية والمتابعة.
قال مجاهد:{النَّاسَ} محمدًا - صلى الله عليه وسلم -). وقال قتادة:(أولئك اليهود، حسدوا هذا الحيَّ من العرب على ما آتاهم الله من فضله). وقال ابن عباس:(نحن الناس دون الناس).
وقوله:{فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا}. يعني جعلنا النبوة في ذرية إبراهيم، وأنزلنا عليهم الكتاب والسنن وجعلنا منهم الملوك.
وقولُه:{فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ}. يعني بما اصطفينا للنبوة. {وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ} أي: كفرَ وأعرض عنه قال مجاهد: {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ}: بما أنزل على محمد من يهود، {وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ}).
وقوله:{وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا}. أي: كفى بالنار لهيبًا وعقوبة وألمًا لمن كان من أهلها.
في هذه الآيات: آية هي من أشد آيات القرآن هولًا ورهبة ووعيدًا، يخبر بها سبحانه عن حال مقيت لأهل النار، وعن مصير فاجع مؤلم رهيب. وآية تقابل الأولى تَنْعَتُ الحال الهنيء لأهل الإيمان والعمل الصالح، في روضات الجنات حيث الظل الظليل وجريان الأنهار والزوجات المطهرة ذات الجمال.