للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرج الإِمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يُقادَ للشاة الجلحاء من الشاة القرناء] (١).

وفي سنن أبي داود بسند صحيح عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [أدّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك] (٢).

قال أبو العالية: (الأمانة ما أمروا به ونُهوا عنه). وقال أبيّ بن كعب: (من الأمانات أن المرأة اؤْتُمِنَتْ على فَرْجها). وقال ابن عباس: (يدخل فيه وَعْظُ السلطان النساء، يعني يوم العيد). وقال الربيع بن أنس: (هي من الأمانات فيما بينك وبين الناس).

وفي الصحيح: [وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينًا وشمالًا].

وقوله: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}.

هذا أمر للولاة بإقامة العدل في الحكم بين الناس، ويدخل في ذلك كل من وُكل إليه أمر الفصل بين الناس في شؤونهم المختلفة، وأمر القضاء.

أخرج الإِمام أحمد بسند حسن عن معقل بن يسار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن الله تعالى مع القاضي ما لم يَحِفْ عمْدًا] (٣).

ورواه الحاكم والبيهقي من حديث ابن أبي أوفى بلفظ: [إن الله تعالى مع القاضي ما لم يجرْ، فإذا جارَ تبرّأَ منه، وألزمه الشيطان].

ورواه ابن حبان عنه بلفظ: [إن الله مع القاضي ما لم يَجُرْ عمدًا، فإذا جار وكلهُ إلى نفسه].

وقوله: {إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}.

أي: نعم ما يعظكم الله به من أداء الأمانات إلى أهلها، والحكم بين الناس بالعدل، فهو سبحانه لم يزل سميعًا بما تقولون وتنطقون، بصيرًا بما تعملون وتفعلون فيما وكل إليكم حفظه من الأمانة أو الرعية.


(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٢٥٨٣)، كتاب البر والصلة، وأخرجه أحمد في المسند (٢/ ٢٣٥).
(٢) حديث صحيح. أخرجه أبو داود (٣٥٣٥)، والترمذي (١٢٦٤)، وانظر صحيح الجامع (٢٣٨).
(٣) حديث حسن. ورواه الطبراني عن ابن مسعود. انظر تخريج المشكاة (٣٧٤١)، وصحيح الجامع الصغير (١٨٢٤)، وانظر لرواية الحاكم وابن حبان بعده صحيح الجامع الصغير, الحديث رقم (١٨٢٢)، (١٨٢٣)، ورواه الترمذي وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>