في هذه الآيات: يخبر تعالى عن قلوب هؤلاء المتحاكمين للطاغوت وهم يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك، فلو أمروا بقتل أنفسهم أو الخروج من ديارهم طاعة لله ما فعلوا ذلك ولا هاجروا, ولو امتثلوا أمر الله لهم لكان لهم عنده ذخرًا وأجرًا ونورًا، فإن من يطع الله والرسول يجعله الله مع مَنْ أنعم عليهم من خير خلقه: النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وهؤلاء خير الرفقاء، وهذا فضل كبير من الله الكريم العلم.
قال مجاهد:{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ}، كما أمر أصحاب موسى أن يقتل بعضهم بعضًا بالخناجر، لم يفعلوا إلا قليل منهم).
وقوله:{وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا}. قال السدي:(تصديقًا). أي: لو أنهم امتثلوا ما يُذكرونَ به من طاعة الله وتعظيم أمره لكان خيرًا لهم في عاجل دنياهم وآجل معادهم.
وقوله تعالى:{وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}. أي: طريقًا لا اعوجاج فيه يسهل فيه الثبات، فهداية الله تحمل الثبات، والصراط المستقيم هو دين الله القويم.
أخرج الطبراني في "الصغير" بسند جيد، عن عائشة قالت: [جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنك لأحَبَّ إلي من نفسي، وإنك لأحب إلى من أهلي