أمْرٌ من الله للمؤمنين بقتال أعدائه الذين يتولون الشيطان وحزبه، ويريدون أن يحكموا في الأرض بمنهاجه، وتهوين لكيد الشيطان وأوليائه، فإنه ضعيف مهزومٌ لا يثبت أمام الصدق مع الله والصدق في الجهاد.
في هذه الآيات: لقد كان الأمر في بدء الإِسلام بتمكين إقامة الدين والمجاهدة بالقرآن الكريم، فأُمر المسلمون بمكة بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة -دون نصاب معلوم قد عرف بعد- بمواساة الفقراء والمحتاجين والأرحام، وكان كثير من الصحابة يتمنون لو أُمروا بالقتال ليشفوا صدورهم من جَلّاديهم ومن الطغاة المجرمين الذين كانوا يعيثون في البلاد فسادًا -وهي البلاد أشرف بقاع الأرض وفيها بيت الله الحرام- فلما حوّلهم الله إلى المدينة وصارت للمسلمين دولة وشوكة ونزل الأمر بالقتال خاف بعضهم من سفك الدماء ويتم الأولاد وتأيم النساء ومتاع الحياة الدنيا، فنزلت هذه الآية تقرعهم. إن الموت الذي تفرون منه قادم ولو تحصّنتم في قصور مشيدة، والنصر والهزيمة من عند الله، وإنما ينصر المسلمون لإخلاصهم لربهم، ويهزمون بمعصيتهم وتخاذلهم عن الحق والصبر.
أخرج النسائي والحاكم والبيهقي بسند صحيح عن عكرمة عن ابن عباس: [أن عبد