في هذه الآيات: يحث تعالى أهل الصدق والإيمان على الجهاد لكسر شوكة الكافرين، واستنقاذ المستضعفين بمكة، -ثم الآية عامة في كل وضع مشابه إلى قيام الساعة- من الرجال والنساء والولدان الذين يقاسون تحت حكم الكفر. فالمؤمنون يقاتلون في سبيل الله العظيم، والكافرون يقاتلون في سبيل الشيطان الرجيم المهين.
قال مجاهد:(أمر المؤمنين أن يقاتلوا عن مستضعفي المؤمنين، كانوا بمكة). وقال ابن عباس:(هم أناس كانوا بمكة، لا يستطيعون أن يخرجوا منها ليهاجروا، فعذرهم الله، فهم أولئك).
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس قال:(كنت أنا وأمي من المستضعفين)(١).
وفيه عن ابن مُلَيْكة أن ابن عباس تلا:{إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} قال: (كنت أنا وأمي ممن عذر الله عَزَّ وَجَلَّ).
قال ابن زيد:{وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا}، قال: وما لكم لا تفعلون؟ تقاتلون لهؤلاء الضعفاء المساكين الذين يدعون الله أن يخرجهم من هذه القرية الظالم أهلها، فهم ليس لهم قوة، فما لكم لا تقاتلون حتى يسلم الله هؤلاء ودينهم؟ قال: و {الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا}، مكة).