للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حسنة، ومن همَّ بحسنة فعملها كتبت له عشرًا (١) إلى سبعمائة، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب له، وإن عملها كتبت" تفرد به مسلم دون غيره من أصحاب الكتب (٢). [وقال مسلم أيضًا] (٣): حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا عبد الوارث، عن الجعد أبي عثمان، حدثنا أبو رجاء العطاردي، عن ابن عباس، عن رسول الله فيما يروي عن ربه تعالى، قال: "إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيَّن ذلك، فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همَّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة، وإن همّ بها فعملها، كتبها الله عنده سيئة واحدة" ثم رواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن جعفر بن سليمان، عن الجعد أبي عثمان في هذا الإسناد بمعنى حديث عبد الرزاق، زاد: "ومحاها الله ولا يهلك على الله إلا هالك" وفي حديث سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: جاء ناس من أصحاب رسول الله ، فسألوه فقالوا: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: "وقد وجدتموه؟ " قالوا: نعم، قال: "ذاك صريح الإيمان" لفظ مسلم (٤)، وهو عند مسلم أيضًا من طريق الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة عن رسول الله به (٥)، وروى مسلم أيضًا من حديث مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: سئل رسول الله عن الوسوسة، قال: "تلك محض (٦) الإيمان" (٧).

وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ﴾: فإنها لم تنسخ، ولكن الله إذا جمع الخلائق يوم القيامة يقول: إني أخبركم بما أخفيتم في أنفسكم مما لم يطلع عليه ملائكتي، فأما المؤمنون فيخبرهم ويغفر لهم ما حدثوا به أنفسهم، وهو قوله: ﴿يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ﴾ يقول: يخبركم، وأما أهل الشك والريب فيخبرهم بما أخفوا من التكذيب، وهو قوله: ﴿فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ﴾ وهو قوله: ﴿وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ﴾ [البقرة: ٢٢٥] أي: من الشك والنفاق (٨). وقد روى العوفي (٩) والضحاك عنه قريبًا من هذا.

وروى ابن جرير عن مجاهد والضحاك نحوه (١٠)، وعن الحسن البصري أنه قال: هي محكمة لم تنسخ (١١)، واختار ابن جرير ذلك واحتجَّ على أنه لا يلزم من المحاسبة المعاقبة، وأنه تعالى


(١) لفظ: "عشرًا" سقط من النسخ الخطية، واستدرك من صحيح مسلم.
(٢) صحيح مسلم، الإيمان، الباب السابق ١٣٠، وما بعده بحديثين.
(٣) قوله: وقال مسلم أيضًا سقط من الأصل واستدرك من (عف) و (م) و (ح).
(٤) (٥) صحيح مسلم، الإيمان باب بيان الوسوسة في الإيمان (ح ٢٠٩ و ٢١٠).
(٦) في الأصل: "صريح" والتصويب من صحيح مسلم، كما سيأتي في التخريج ومن نسخة (عف) و (م).
(٧) صحيح مسلم، الإيمان، الباب السابق (ح ١٣٣).
(٨) أخرجه الطبري وابن أبي حاتم بسند ثابت عن علي بن أبي طلحة به.
(٩) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق عطية العوفي عن ابن عباس.
(١٠) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق الضحاك عن ابن عباس.
(١١) ذكره ابن أبي حاتم بحذف السند.