للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن جرير (١): حدثنا محمد بن مرزوق، حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس، عن عبادة بن الصامت، عن أُبي بن كعب قال: قال رسول الله : "أنزل القرآن على سبعة أحرف".

فأدخل بينهما عبادة بن الصامت.

وقال الإمام أحمد بن حنبل (٢) : حدثنا يحيى بن سعيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، حدثني عبد الله بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أُبي بن كعب، قال: كنت في المسجد، فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فقمنا جميعًا فدخلنا على رسول الله فقلت: يا رسول الله إن هذا قرأ قراءة أنكرتُها عليه، ثم دخل هذا فقرأ (غير) (٣) قراءة صاحبه، فقال لهما النبي : "اقرءا - فقرءا فقال:- أصبتما" فلما قال لهما النبي الذي قال: كبر عليَّ ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري، ففضت عرقًا. وكأنما أنظر إلى الله فرقًا، فقال: "يا أُبي إن الله أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هوِّن على أمتي، فأرسل إلي أن أقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن أقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها - قال - قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إليه فيه الخلق حتى إبراهيم ".

وهكذا رواه مسلم من حديث إسماعيل بن أبي خالد به.

وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدّثنا محمد بن فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن جده، عن أُبي بن كعب قال: قال رسول الله : "إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: خفف (عن) (٤) أمتي، فقال: اقرأه على حرفين، فقلت: رب خفف (عن) (٤) أمتي، فقال: اقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة، كلها شافٍ كافٍ".


(١) في "تفسيره" (٢٨).
وأخرجه أحمد (٥/ ١١٤)؛ وابن حبان (٧٤٢)؛ وتمام الرازي في "الفوائد" (١٧٠٦)؛ وابن عدي في "الكامل" (٢/ ٦٧٩)؛ والطحاوي في "المشكل" (٤/ ١٨٢) من طرق عن حماد بن سلمة عن حميد الطويل، عن أنس، عن عبادة بن الصامت، عن أُبي بن كعب فذكره. فزاد في الإسناد "عبادة بن الصامت"، ولعل هذا مما وهم فيه حماد، وكان تغير حفظه قليلًا ويؤيده إيراد ابن عدي للحديث في ترجمته ولم أجد من تابعه مع مخالفة هذا الجمع.
وذكر أبو حاتم، كما في "العلل" (١٧٤٥) رواية حماد من غير ترجيح، فإن كان يرجح روايته على زهير، فلم يتفرد زهير به، فتابعه من قدمنا ذكرهم، وهم أكثر عددًا وأشد إتقانًا. والله أعلم.
(٢) صحيح.
أخرجه أحمد (٥/ ١٢٧) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، بسنده سواء.
وأخرجه مسلم (٨٢٠/ ٢٧٣).
ورواه عن إسماعيل بن أبي خالد: "وكيع، ويحيى القطان، وابن نمير، ومحمد بن بشر، ومحمد بن يزيد الواسطي، وخالد بن عبد الله، ومحمد بن فضيل، ومحمد بن عبيد".
(٣) في (أ): "سوى".
(٤) في (ج): "على".