وصرح المصنف بصحة سنده، ولكن قال إبراهيم الحربي، كما في "التهذيب" (٧/ ٤٠)، "لم يدرك عبيد الله عبد الرحمن بن أبي ليلى" فأجاب عنه الشيخ العلامة أبو الأشبال ﵀ بقوله: "وأنا أرجح أن هذا خطأ من الحربي، فإن عبد الرحمن مات سنة (٨٢) أو (٨٣) وعبيد الله مات سنة (١٤٤) أو (١٤٥) فالمعاصرة ثابتة، وهي كافية في إثبات اتصال الرواية، إذا لم يكن الراوي مدلسًا، وما كان عبيد الله ذلك قط، ولذلك جزم ابن كثير بصحة الإسناد". اهـ. قلت: لا يتم لك الأمر إلا إذا أثبت أن عبيد الله عُمِّر، وقد صرح الذهبي في "السير" (٦/ ٣٠٤) "أن عبيد الله ولد بعد السبعين أو نحوها" فمن المحتمل أن يكون في أول السبعين أو في آخرها، وعلى أي تقدير فيكون تجاوز العاشرة بسنين قليلة، سنتين أو ثلاثة، وهذا وإن كان أدرك الزمان، لكن لعل الحربي قصد "إدراك السماع"، فإذا أضفت إلى هذا أن عبد الرحمن كوفي، وعبيد الله مدني، ويبعد أن يرحل ابن عشر سنين أو فوقها بقليل لطلب الحديث ترجح لك كلام الحربي، ثم فوق كل هذا فإن هشام بن سعد قد خولف في روايته عن عبيد الله بن عمر، خالفه المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عبيد الله بن عمر، عن سيار أبي الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رفعه إلى النبي ﷺ فذكره. أخرجه ابن جرير (٣٩) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، ثنا المعتمر. فخالفه المعتمر في موضعين: الأول: أنه أثبت الواسطة بين عبيد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي ليلى وهو يؤيد كلام الحربي في الانقطاع. الثاني: أنه أرسله، ورواية المعتمر أرجح، فهو أوثق من هشام بن سعد، بل تكلم أحمد وابن معين والنسائي في حفظ هشام وضعفوه، ومشاه غيرهم: فتصحيح المصنف للإسناد لا يخفى ما فيه. والله تعالى أعلم. (٢) في (أ): "حدثني". (٣) في (ج): "عنى". (٤) في (ج): "حرف واحد" وهو سبق قلم.