للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال عمرو - يعني: ابن العاص -: إنما هي كذا وكذا بغير ما قرأ الرجل، فقال الرجل: هكذا أقرأنيها رسول الله فخرجا إلى رسول الله حتى أتياه، فذكرا ذلك له، فقال رسول الله : "إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فأي ذلك قرأتم أصبتم، فلا تماروا في القرآن فإن مراءً فيه كفر".

ورواه الإمام أحمد، عن أبي سلمة الخزاعي، عن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص به نحوه، وفيه "فإن المراء فيه كفر إنه الكفر به".

وهذا أيضًا (حديث) (١) جيد.

(حديث آخر عن ابن مسعود):

قال ابن جرير (٢): حدثنا يونس بن عبد الأعلى، أنا ابن وهب، أخبرني حيوة بن شريح، عن عقيل بن خالد، عن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، عن النبي أنه قال: "كان الكتاب الأول نزل من باب واحد، وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا".

ثم رواه (٣) عن أبي كريب، عن المحاربي، عن ضمرة بن حبيب، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود من كلامه وهو أشبه، والله أعلم.


(١) ساقط من (أ) و (ط).
(٢) في "تفسيره" رقم (٦٧).
وأخرجه ابن حبان (٧٤٥)؛ والطحاوي في "المشكل" (٤/ ١٨٤، ١٨٥)؛ وأبو نصر السجزي في "الإبانة"، كما في "الدر" (٢/ ٦)؛ والهروي في "ذم الكلام" (ق ٦٢/ ٢)، كما في "الصحيحة" (٥٨٧)؛ وابن عبد البر في "التمهيد" (٨/ ٢٧٥)؛ والحاكم (١/ ٥٥٣، ٢/ ٢٨٩، ٢٩٠) وصححه ولم يوافقه الذهبي في الموضع الثاني وتعقبه الحافظ، أعني الحاكم، في "الفتح" (٩/ ٢٩) وقال: "في تصحيحه نظر، لانقطاعه بين أبي سلمة وابن مسعود". وسبقه ابن عبد البر والطحاوي إلى هذا الإعلال. فقال الأول في "التمهيد" (٨/ ٢٧٥): "وهذا حديث عند أهل العلم لا يثبت؛ لأنه يرويه حيوة عن عقيل، عن سلمة هكذا، ويرويه الليث عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سلمة بن أبي سلمة، عن أبيه عن النبي ، وأبو سلمة لم يلق ابن مسعود، وابنه سلمة ليس ممن يحتج به". اهـ.
(٣) يعني ابن جرير رقم (٧٠)؛ وأخرجه ابن الضريس في "الفضائل" (١٢٩) من هذا الوجه ورجاله ثقات، لكنه منقطع بين القاسم وابن مسعود، فلم يدركه. قال ابن المديني: "لم يلق القاسم من أصحاب النبي غير جابر بن سمرة"؛ وأخرجه البيهقي في "الشعب" (ج ٥/ رقم ٢٠٩٥) من طريق معارك بن عباد، حدثني عبد الله بن سعيد المقبري، حدثني أبي، عن أبي هريرة مرفوعًا: "أعربوا القرآن واتبعوا غرائبه وفرائضه وحدوده فإن القرآن نزل على خمسة أوجه .. وساقه بمثل كلام ابن مسعود.
وسنده ضعيف جدًا، ومعارك ضعيف، وعبد الله بن سعيد متروك.
ثم رأيته في "الضعيفة" (١٣٤٦) لشيخنا الألباني ، وضعفه جدًا وعزاه لابن جبرون المعدل في "الفوائد العوالي" (١/ ٢٨/ ١)، والثقفي في "الثقفيات" (ج ٩/ رقم ١٤) من طريق معارك بن عباد به".