وقد خولف إسماعيل بن جعفر في إسناده على الوجه الأول. خالفه سليمان بن بلال، فرواه يزيد بن خصيفة، عن بسر بن سعيد، عن أبي جهيم به. أخرجه أحمد (٤/ ١٦٩، ١٧٠)؛ والطبري (٤١)؛ وابن عبد البر في "التمهيد" (٨/ ٢٨٢)؛ والطحاوي في "المشكل" (٤/ ١٨٣). ولعل هذا الاختلاف من يزيد بن خصيفة، فهو وإن كان ثقةً إلا أن أحمد قال في رواية: "منكر الحديث" وقد خولف فيه كما يأتي. وزعم المعلق على "تهذيب الكمال" (٣٢/ ١٧٣) أن هذا لم يثبت عن أحمد، ولم يبد حجة سوى قوله: "فيما أرى"! وبان أحمد قال: "لا أعلم إلا خيرًا"، وهذا القول لا يمنع أن يكون لأحمد فيه قول آخر. والله أعلم. وقد رجح المصنف رواية سليمان بن بلال وصحح الإسناد لذلك. (١) في (أ): "أنزل". (٢) في "فضائل القرآن" "ص ٢٠٢" وعبد الله بن صالح كاتب الليث فيه مقال شهير، لكنه كان من ألزم الناس لليث، لزمه عشرين سنة، ولم يتفرد به. فأخرجه أحمد (٤/ ٢٠٤، ٢٠٥)؛ وابن أبي عمر في "مسنده"، كما في "إتحاف المهرة" (ق ٢٣٠/ ١)، من طريق عبد الله بن جعفر، والدراوردي كلاهما عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عمرو، عن عمرو بن العاص. قال الحافظ في "الفتح" (٩/ ١٢٦): "إسناده حسن". * قلت: لكن خولف محمد بن إبراهيم التيمي فيه. خالفه يزيد بن خصيفة وهو أوثق منه، فرواه عن بسر بن سعيد، عن أبي جهيم. وهذا أولى والله أعلم. وأخرجه ابن أبي شيبة (١٠/ ٥٢٨) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن سعد مولى عمرو بن العاص قال: تشاجر رجلان في آية فارتفعا إلى رسول الله ﷺ فقال: "لا تماروا في القرآن؛ فإن المراء فيه كفر". وسئل عنه أبو حاتم، كما في "العلل" (١٧٨٢)، فقال: "هذا وهم؛ إنما رواه يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، عن النبي ﷺ". اهـ.