للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثنا (١) محمد بن كثير، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: كنا بحمص فقرأ ابن مسعود سورة يوسف فقال رجل: ما هكذا أنزلت، فقال: قرأت على رسول الله فقال: "أحسن" ووجد منه ريح الخمر، فقال: أتجترئ أن تكذب بكتاب الله وتشرب الخمر؟ (فجلده) (٢) الحد.

حدثنا (٣) عمر بن حفص، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش، حدّثنا مسلم عن مسروق قال: قال عبد الله: والذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه.

وهذا كله حق وصدق، وهو من إخبار الرجل (بما) (٤) يعلم من نفسه مما قد يجهله غيره، فيجوز ذلك للحاجة كما قال تعالى إخبارًا عن يوسف لما قال لصاحب مصر: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٥٥].

ويكفيه مدحًا وثناءً قول رسول الله : "استقرئوا القرآن من أربعة" فبدأ به.

وقال أبو (٥) عبيد: حدثنا مصعب بن المقدام، عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمر، عن النبي : "من أحب أن يقرأ القرآن غضًا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد".

وهكذا رواه الإمام (٦) أحمد، عن أبي معاوية، عن الأعمش به مطولًا وفيه قصة.


(١) البخاري في "الفضائل" (٩/ ٤٧).
وأخرجه مسلم، والنسائي في "فضائل القرآن" (١٠٥)؛ وأحمد (٣٥٩١، ٤٠٣٣)؛ والإسماعيلي وأبو عوانة، وأبو نعيم جميعًا في "المستخرج"، كما في "الفتح" (٩/ ٤٩) من طرق عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود به.
(٢) كذا في "الأصول" كلها، وفي "الصحيح": "فضربه".
(٣) البخاري في "الفضائل" (٩/ ٤٧). وقد تقدم تخريجه.
(٤) في (أ): "مما".
(٥) في "فضائل القرآن" (ص ٢٥٥) ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (ج ٩/ رقم ٨٤٢١). وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٨٢٥٦)؛ والبرجلاني في "الكرم والجود" (٧٨)؛ والحاكم في "المستدرك" (٢/ ٢٢٧ و ٣/ ٣١٨)؛ والخطيب في "تاريخه" (٤/ ٣٢٦) وفي "التلخيص" (٣٨٨/ ١) من طرق عن مصعب بن المقدام بسنده سواء. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(٦) في "مسنده" (٢٥، ٢٦) قال: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة. قال أبو معاوية: وحدثنا الأعمش، عن خيثمة، عن قيس بن مروان أنه أتى عمر فقال … وساق حديثًا طويلًا ذكرته في "التسلية" وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٨٢٥٧)؛ وأبو يعلى (١٩٤)؛ والطحاوي في "المشكل" (٥٥٩٤)؛ والطبراني في "الكبير" (ج ٩/ رقم ٨٤٢٢)؛ والضياء في "المختارة" (٢٦٥، ٢٦٦، ٦٢٨) من طرق عن الأعمش بالوجهين معًا. وإسنادهما صحيح.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (٨٢٥٦)؛ والترمذي (١٦٩)؛ وابن أبي شيبة (٢/ ٢٨٠ و ١٠/ ٥٢٠)؛ وأبو عبيد في "الفضائل" (ص ٢٢٤، ٢٢٥)؛ وابن خزيمة (١١٥٦، ١٣٤١)؛ وابن حبان (٢٠٣٤)؛ وأبو يعلى (١٩٥)؛ والبرجلاني في "الكرم والجود" (٧٨) في آخرين من طريق الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمر … فذكره.
ووهم ابن التركماني في "الجوهر النقي" (١/ ٤٥٢) إذ ظن أن علقمة الذي روى هذا الحديث عن عمر هو: =