للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١) [وحدثنا قبيصة، عن سفيان، عن ابن جريج، عن ابن طاوس، عن أبيه قال: أحسن الناس صوتًا بالقرآن أخشاهم لله] (١).

وحدثنا قبيصة (٢)، عن سفيان، عن ابن جريج، عن ابن طاوس، عن أبيه، وعن الحسن بن مسلم، عن طاوس قال: سئل رسول الله أي الناس أحسن صوتًا بالقرآن؟ فقال: "الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله".

وقد روي هذا متصلًا من وجه آخر.

فقال ابن ماجه (٣): حدثنا بشر بن معاذ الضرير، حدّثنا عبد الله بن جعفر المديني، حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله : "إن من أحسن الناس صوتًا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله".

ولكن عبد الله بن جعفر هذا - وهو والد علي ابن المديني - وشيخه ضعيفان والله أعلم.

والغرض أن المطلوب شرعًا إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة.

فأما الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي فالقرآن ينزه عن هذا ويجل ويعظم أن يسلك في أدائه هذا المذهب.

وقد جاءت السنة بالزجر عن ذلك كما قال الإمام العلم أبو عبيد (٤) القاسم بن سلام :

حدثنا نعيم بن حماد، عن بقية بن الوليد، عن حصين بن مالك الفزاري قال: سمعت شيخًا يكنى أبا محمد يحدث عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله : "اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجئ قوم من بعدي يرجعون


(١) ساقط من (ج) و (ط) وهو عندي خطأ من الناسخ فقد انتقل بصره إلى السند التالي له، وألحق به متن الأثر السابق، ولم أجد في "كتاب أبي عبيد إلا الرواية التي يرويها ابن جريج، عن ابن طاوس وعن الحسن بن مسلم، كلاهما عن طاوس". فالله أعلم.
(٢) أخرجه أبو عبيد (ص ٨٠) أيضًا. وهذه الرواية أرجح من رواية ليث بن أبي سليم مع إرسالها.
(٣) في "سننه" (١٣٣٩). وأخرجه الآجري في "أخلاق حملة القرآن" (٨٣)، وفي "فوائده"؛ وابن أبي داود في "كتاب الشريعة"، كما في "إتحاف السادة" (٤/ ٥٢١) وضعف إسناده البوصيري في "الزوائد" (٤٣٦/ ١) وسبقه شيخه العراقي في "تخريج الأحياء" (١/ ٢٨٦) والصواب أنه ضعيف جدًا. والله أعلم.
(٤) في "فضائل القرآن" (ص ٨٠).
وأخرجه ابن نصر في "قيام الليل" (ص ٣٥)؛ ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (٢/ ٤٨٠)؛ والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (ج ٣/ ق ١٠٤/ ٢)؛ والطبراني في "الأوسط" (ج ٢/ ق ١٥٤/ ١)؛ وابن عدي في "الكامل" (٢/ ٥١٠، ٥١١)؛ البيهقي في "الشعب" (ج ٥/ رقم ٢٤٠٦)؛ والجوزقاني في "الأباطيل" (٧٢٣)؛ وابن الجوزي في "الواهيات" (١/ ١١٨) من طريق بقية بن الوليد عن الحصين بن مالك الفزاري، عن أبي محمد، عن حذيفة مرفوعًا به.
قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن حذيفة إلا بهذا الإسناد، تفرد به بقية".
قلت: وهو صدوق لكنه يدلس تدليس التسوية كما صرح به أبو حاتم في "العلل" (١٩٥٧) وشيخ بقية وشيخه مجهول، والخبر منكر كما قال الذهبي. والله أعلم.