للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هريرة، قال: قال رسول الله (١) ....

(حديث آخر) قال مسلم في صحيحه: حدثني زهير بن حرب، حَدَّثَنَا معلى بن منصور، حَدَّثَنَا سليمان بن بلال، حَدَّثَنَا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "لا تقوم الساعة حتَّى تنزل الروم بالأعماق أو بدابق (٢)، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذٍ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتله، فيقول المسلمون: لا والله، لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فيهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتح الثلث لا يفتنون أبدًا، فيفتحون قسطنطينية، فبينما هم يقسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم، فيؤمهم، فإذا رآه عدو الله، ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لذاب حتَّى يهلك، ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته" (٣).

(حديث آخر) قال أحمد: حَدَّثَنَا هشيم، عن العوام بن حوشب، عن جبلة بن سحيم، عن مؤثر بن عفازة، عن ابن مسعود، عن رسول الله قال: "لقيت ليلة أسري بي، إبراهيم وموسى وعيسى ، فتذاكروا أمر الساعة، فردوا أمرهم إلى إبراهيم، فقال: لا علم لي بها، فردوا أمرهم إلى موسى فقال: لا علم لي بها، فردوا أمرهم إلى عيسى فقال: أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا الله، وفيما عهد إليّ ربي ﷿ أن الدجال خارج ومعي قضيبان، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص، قال: فيهلكه الله إذا رآني، حتَّى إن الحجر والشجر يقول: يا مسلم، إن تحتي كافرًا فتعال فاقتله، قال: فيهلكهم الله، ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم، فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيطئون بلادهم، فلا يأتون على شيء إلا أهلكوه، ولا يمرون على ماء إلا شربوه، قال: ثم يرجع الناس يشكونهم، فأدعو الله عليهم فيهلكهم ويميتهم حتَّى تجوى (٤) الأرض من نتن ريحهم، وينزل المطر فيجترف أجسادهم حتَّى يقذفهم في البحر، ففيما عهد إليّ ربي ﷿ أن ذلك إذا كان كذلك، أن الساعة كالحامل المتم، لا يدري أهلها متى تفاجئهم بولادها ليلًا أو نهارًا" (٥)، رواه ابن ماجة عن محمد بن بشار، عن يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشب، به نحوه (٦).


(١) أخرجه البخاري بسنده ومتنه وتعليقه (المصدر السابق ح ٣٤٤٣).
(٢) بالأعماق ودابق: موضعان بالشام بقرب مدينة حلب (حاشية صحيح مسلم).
(٣) أخرجه مسلم بسنده ومتنه (الصحيح، الفتن، باب في فتح قسطنطينية ح ٢٨٩٧).
(٤) قال ابن الأثير: يقال: جَوِى يَجوى إذا أنتن (النهاية ١/ ٣١٩).
(٥) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١/ ٣٧٥)، وسنده حسن، أخرجه الحاكم من طريق العوام به وصححه ثم قال: فأما مؤثر فليس بمجهول قد روى عن ابن مسعود والبراء بن عازب، وروى عنه جماعة من التابعين، وصححه الذهبي وقال أيضًا: ومؤثر روى عنه جماعة (المستدرك ٢/ ٣٨٤)، وصحح إسناده البوصيري في مصباح الزجاجة ٣/ ٢٦٠، ومؤثر ذكره ابن حبان في (الثقات ٥/ ٤٦٣)، وسكت عنه ابن أبي حاتم (الجرح ٨/ ٤٢٩).
(٦) السنن، الفتن، باب فتنة الدجال (ح ٤٠٨١).