للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسيح بن مريم وإمامكم منكم؟ " تابعه عقيل والأوزاعي (١)، وهكذا رواه الإمام أحمد عن عبد الرزاق، عن معمر، وعن عثمان بن عمر، عن ابن أبي ذئب، كلاهما عن الزهري به (٢).

وأخرجه مسلم من رواية يونس والأوزاعي وابن أبي ذئب به (٣).

(طريق أخرى) قال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا عفان، حَدَّثَنَا همام، أنبأنا قتادة، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أن النَّبِيّ قال: "الأنبياء إخوة لعلات (٤)، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد، وإني أولى الناس بعيسى ابن مريم، لأنَّهُ لم يكن نبي بيني وبينه، وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه: رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان ممصران (٥)، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الإسلام، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإِسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال، ثم تقع الأمنة على الأرض حتَّى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم، فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى، ويصلي عليه المسلمون" (٦)، وكذا رواه أبو داود عن هُدبة بن خالد، عن همام بن يحيى (٧).

ورواه ابن جرير ولم يورد عند هذه الآية سواه، عن بشر بن معاذ، عن يزيد بن هارون، عن سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، عن عبد الرحمن بن آدم - وهو مولى أم برثن صاحب السقاية -، عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ … فذكر نحوه، وقال: فيقاتل الناس على الإسلام (٨).

وقد روى البخاري عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله يقول: "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، والأنبياء أولاد علات، ليس بيني وبينه نبي" (٩)، ثم رواه عن محمد بن سنان، عن فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد". وقال إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي


(١) أخرجه البخاري بسنده ومتنه وتعليقه بالمتابعة (الصحيح، أحاديث الأنبياء، باب نزول عيسى ابن مريم ح ٣٤٤٩).
(٢) المسند ٢/ ٢٧٢، ٣٣٦.
(٣) صحيح مسلم، الإيمان، باب نزول عيسى ابن مريم حاكمًا (ح ١٥٥/ ٢٤٤ - ٢٤٦).
(٤) العلات: الضرائر (فتح الباري ٦/ ٤٨٩).
(٥) أي الثياب التي فيها صفرة خفيفة (النهاية ٤/ ٣٣٦)، ونسميه في عصرنا: اللون السكري أو العسلي.
(٦) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وصححه محققوه (المسند ١٥/ ١٥٣ - ١٥٤ ح ٩٢٧٠)، وأخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٥٩٥).
(٧) سنن أبي داود، الملاحم، باب خروج الدجال (ح ٤٣٢٤)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (ح ٣٦٣٥).
(٨) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وصححه أحمد شاكر.
(٩) أخرجه البخاري بسنده ومتنه (صحيح البخاري، أحاديث الأنبياء، باب قول الله: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ﴾ [مريم: ١٦، ح ٣٤٤٢).