للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- إلا الغرقدة، فإنها من شجرهم لا تنطق - إلا قال: يا عبد الله المسلم، هذا يهودي فتعال اقتله".

قال رسول الله : "وإن أيامه أربعون سنة السنة كنصف السنة، والسنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وآخر أيامه كالشررة، يصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخَر حتَّى يمسي" فقيل له: كيف نصلي يا نبي الله في تلك الأيام القصار؟ قال: "تقدرون الصلاة كما تقدرون في هذه الأيام الطوال، ثم صلوا" قال رسول الله : "فيكون عيسى ابن مريم في أمتي حكمًا عدلًا، وإمامًا مقسطًا، يدق الصليب (١)، ويذبح الخنزير (٢)، ويضع الجزية (٣)، ويترك الصدقة، فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترتفع الشحناء والتباغض وتنزع حمة (٤) كل ذات حمة حتَّى يدخل الوليد يده في الحية فلا تضره، وتفر (٥) الوليدة الأسد فلا يضلها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الماء، وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله، وتضع الحرب أوزارها وتسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور الفضة (٦) وتنبت نباتها كعهد آدم حتَّى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم، ويكون الثور بكذا وكذا من المال، ويكون الفرس بالدريهمات" قيل: يا رسول الله، وما يرخص الفرس؟ قال: "لا تركب لحرب أبدًا" قيل له: فما يغلي الثور؟ قال: "يحرث الأرض كلها، وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شِداد، يصيب الناس فيها جوع شديد، ويأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها، ثم يأمر الله السماء في السنة الثانية، فتحبس ثلثي مطرها، ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها، ثم يأمر الله ﷿ السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله، فلا تقطر قطرة، ويأمر الأرض أن تحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء، فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله" قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال: "التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد، ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام".

قال ابن ماجة: سمعت أبا الحسن الطنافسي يقول: سمعت عبد الرحمن المحاربي يقول: ينبغي أن يدفع هذا الحديث إلى المؤدب حتَّى يعلمه الصبيان في الكُتّاب (٧).

هذا حديث غريب جدًّا من هذا الوجه، ولبعضه شواهد من أحاديث أخر، من ذلك ما رواه مسلم، من حديث نافع وسالم، عن عبد الله بن عمر وقال: قال رسول الله : "لتقاتلن اليهود فلتقتلنهم حتَّى يقول الحجر: يا مسلم هذا يهودي فتعال فاقتله" (٨). وله من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "لا تقوم الساعة حتَّى يقاتل المسلمون


(١) أي يكسر الصليب.
(٢) يحرم أكله أو يقتله بحيث لا يوجد في الأرض ليأكله أحد.
(٣) أي لا يقبلها من أحد من الكفرة بل يدعوهم إلى الإسلام.
(٤) السَّمّ، ويطلق على إبرة العقرب للمجاورة.
(٥) أي تحمله على الفرار.
(٦) الفاثور: الخوان، وقيل: هو طست.
(٧) أخرجه ابن ماجة بسنده ومتنه وطوله (السنن، الفتن، باب فتنة الدجال ح ٤٠٧٦)، وضعفه الألباني في ضعيف سنن ابن ماجة ولبعضه شواهد كما قال الحافظ ابن كثير، وكما سيأتي.
(٨) أخرجه مسلم في الصحيح، الفتن، باب لا تقوم الساعة حتَّى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء (ح ٢٩٢١).