للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه مثل جمان اللؤلؤ، لا يحل لكافر أن يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث انتهى طرفه" (١).

وروى البخاري ومسلم من طريق الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : "ليلة أسري بي لقيت موسى" قال: فنعته فإذا رجل أحسبه، قال: "مضطرب (٢) رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة" قال: "ولقيت عيسى" فنعته النَّبِيّ فقال: "رَبعة (٣) أحمر كأنه خرج من ديماس" يعني: الحمام "ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به … " (٤) الحديث، وروى البخاري من حديث مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله : "رأيت موسى وعيسى وإبراهيم، فأما عيسى فاحمر جعد عريض الصدر، وأما موسى فآدم جسيم سَبِط (٥) كأنه من رجال الزُطّ" (٦)، وله ولمسلم من طريق موسى بن عقبة عن نافع، عن ابن عمر، ذكر النَّبِيّ يومًا بين ظهراني الناس المسيح الدجال، فقال: "إن الله ليس بأعور ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى، كان عينه عنبة طافية ولمسلم عنه مرفوعًا: "وأراني الله عند الكعبة في المنام، وإذا رجل آدم كأحسن ما ترى من أدم [الرجال] (٧)، تضرب لِمته (٨) بين منكبيه، رجل الشعر، يقطر رأسه ماء، واضعًا يديه على منكبي رجلين وهو يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ قالوا: هو المسيح بن مريم، ثم رأيت وراءه رجلًا جعدًا قَططًا (٩)، أعور العين اليمنى، كأشبه من رأيت بابن قطن (١٠)، واضعًا يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ قالوا: المسيح الدجال" تابعه عبيد الله عن نافع (١١).

ثم روى البخاري عن أحمد بن محمد المكي، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، قال: لا والله ما قال النَّبِيّ لعيسى: أحمر، ولكن قال: "بينما أنا نائم أطوف بالكعبة، فإذا رجل آدم سبط الشعر، يُهادى (١٢) بين رجلين ينطف رأسه ماء - أو يهراق رأسه ماء - فقلت: من هذا؟ فقالوا: ابن مريم، فذهبت ألتفت، فإذا رجل أحمر جسيم، جعد الرأس، أعور عينه اليمنى، كأنه عينه عنبة طافية، قلت: من هذا؟ قالوا: الدجال، وأقرب الناس به شبهًا ابن


(١) تقدم الحديثان قبل بضع صفحات.
(٢) المضطرب الطويل غير الشديد، وقيل: الخفيف اللحم (فتح الباري ٦/ ٤٨٤).
(٣) رَبعة: بفتح الراء وسكون الباء، وهو المربوع، والمراد ليس بطويل جدًّا ولا قصير جدًّا بل وسط (الفتح ٦/ ٤٨٤).
(٤) صحيح البخاري، أحاديث الأنبياء، باب قول الله: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ﴾ [مريم: ١٦] (ح ٣٤٣٧)، وصحيح مسلم، الإيمان، باب الإسراء برسول الله (ح ١٦٨).
(٥) سَبِط: ليس بجعد الشعر (الفتح ٦/ ٤٨٥).
(٦) رجال الزطّ: جنس من السودان، وقيل: هم نوع من الهنود وهم طوال الأجسام مع نحافة فيها (المصدر السابق)، والحديث أخرجه البخاري في الباب السابق (ح ٣٤٣٨).
(٧) كذا في (حم) و (مح) وسقط من الأصل.
(٨) لِمته: شعر رأسه (المصدر السابق).
(٩) قَططا: شدة جعودة الشعر.
(١٠) ابن قطن: اسمه عبد العزى بن قطن بن عمرو بن جندب، من خزاعة هلك في الجاهلية (فتح الباري ٦/ ٤٨٨).
(١١) أخرجه البخاري بسنده ومتنه وتعليقه (المصدر السابق ح ٣٤٣٩).
(١٢) يمشي متمايلًا بينهما (الفتح ٦/ ٤٨٨).