للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثلاث أحب إلي من حمر النعم: من الخليفة بعده؟ وعن قوم قالوا: نقر بالزكاة في أموالنا ولا نؤديها إليك، أيحل قتالهم؟ وعن الكلالة. ثم قال: صحيح الإسناد على شرط الشيخين، ولم يخرجاه (١). ثم روى بهذا الإسناد إلى سفيان بن عيينة، عن عمرو بن مرة، عن مرة، عن عمر، قال: ثلاث لأن يكون النبي بينهن لنا أحب إلي من الدنيا وما فيها: [الخلافة] (٢) والكلالة، والربا، ثم قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وبهذا الإسناد إلى سفيان بن عيينة قال: سمعت سليمان الأحول يحدث عن طاوس، قال: سمعت ابن عباس قال: كنت آخر الناس عهدًا بعمر، فسمعته يقول: ما قلت، قلت: وما قلت؟ قال: قلت: الكلالة من لا ولد له، ثم قال: صحيح على شرطهما، ولم يخرجاه (٣).

وهكذا رواه ابن مردويه من طريق زمعة بن صالح، عن عمرو بن دينار، وسليمان الأحول عن طاوس، عن ابن عباس، قال: كنت آخر الناس عهدًا بعمر بن الخطاب، قال: اختلفت أنا وأبو بكر في الكلالة والقول ما قلت، قال: وذكر أن عمر شرك بين الإخوة للأم والأب وبين الإخوة للأم في الثلث إذا اجتمعوا، وخالفه أبو بكر (٤). وقال ابن جرير: حدثنا ابن وكيع، حدثنا محمد بن حميد [العمري] (٥)، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، أن عمر كتب في الجد والكلالة كتابًا، فمكث يستخير الله يقول: اللهم إن علمت فيه خيرًا فأمضه حتى إذا طعن، دعا بكتاب فمحى، ولم يدر أحد ما كتب فيه، فقال: إني كنت كتبت كتابًا في الجد والكلالة، وكنت أستخير الله فيه، فرأيت أن أترككم على ما كنتم عليه (٦).

قال ابن جرير: وقد روي عن عمر أنه قال: إني لأستحي أن أخالف فيه أبا بكر، وكان أبو بكر يقول: هو ما عدا الولد والوالد (٧). وهذا الذي قاله الصديق عليه جمهور الصحابة والتابعين والأئمة في قديم الزمان وحديثه، وهو مذهب الأئمة الأربعة والفقهاء السبعة، وقول علماء الأمصار قاطبة، وهو الذي يدل عليه القرآن، كما أرشد الله أنه قد بيّن ذلك ووضحه في قوله: ﴿يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾، ولله الحمد والمنّة.


(١) أخرجه الحاكم بسنده ومتنه وتعليقه وتعقبه الذهبي بقوله: بل ما خرجا لمحمد شيئًا ولا أدرك عمر (المستدرك ٢/ ٣٠٣).
(٢) كذا في (حم) و (مح) والمستدرك، وفي الأصل: "الحاقة" وهو تصحيف.
(٣) أخرج الحاكم الروايتين وصححهما ووافقه الذهبي في كلتيهما (المستدرك ٢/ ٣٠٤).
(٤) في سنده زمعة بن صالح: ضعيف (التقريب ص ٢١٧).
(٥) اختلف في سماعه من عمر، والراجح أنه سمع منه قليلًا.
(٦) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وفي سنده سعيد بن المسيب اختلف في سماعه من عمر، والراجح أنه سمع منه قليلًا.
(٧) تقدم في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً﴾ [النساء: ١٢].