للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومحمد بن مرزوق قالا: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، حدثنا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي عبيدة بن حذيقة، عن أبيه قال: نزلت آية الكلالة على النبي وهو في مسير له فوقف النبي ، وإذا هو بحذيفة وإذا رأس ناقة حذيفة عند ردف راحلة النبي فلقاها إياه، فنظر حذيفة فإذا عمر فلقاها إياه فلما كان في خلافة عمر نظر عمر في الكلالة، فدعا حذيفة فسأله عنها فقال حذيفة: لقد لقانيها رسول الله ، فلقيتك كما لقاني رسول الله ، والله إني لصادق والله لا أزيدك شيئًا أبدًا. ثم قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه إلا حذيفة، ولا نعلم له طريقًا عن حذيفة إلا هذا الطريق، ولا رواه عن هشام إلا عبد الأعلى (١).

وكذا رواه ابن مردويه من حديث عبد الأعلى (٢).

وقال عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن الشيباني، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن المسيب أن عمر سأل رسول الله كيف تورث الكلالة؟ قال: فأنزل الله ﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ … ﴾، قال: فكأن عمر لم يفهم، فقال لحفصة: إذا رأيت من رسول الله طيب نفس فسليه عنها، فرأت منه طيب نفس فسألته عنها، فقال: "أبوك ذكر لك هذا، ما أرى أباك يعلمها"، قال: فكان عمر يقول: ما أراني أعلمها. وقد قال رسول الله ما قال (٣).

رواه ابن مردويه، ثم رواه من طريق ابن عيينة، عن عمرو، عن طاوس أن عمر أمر حفصة أن تسأل النبي عن الكلالة فأملاها عليها في كتف، فقال: "من أمرك بهذا أعمر؟ ما أراه يقيمها أو ما تكفيه آية الصيف" قال سفيان: وآية الصيف التي في النساء: ﴿وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ﴾ [النساء: ١٢] فلما سألوا رسول الله نزلت الآية التي هي خاتمة النساء، فألقى عمر الكتف، كذا قال في هذا الحديث وهو مرسل (٤).

وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا عثام، عن الأعمش، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، قال: أخذ عمر كتفًا وجمع أصحاب رسول الله ثم قال: لأقضين في الكلالة قضاء تحدث به النساء في خدورهن، فخرجت حينئذٍ حية من البيت فتفرقوا، فقال: لو أراد الله ﷿ أن يتم هذا الأمر لأتمه (٥). وهذا إسناد صحيح.

وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: حدثنا علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة، حدثنا الهيثم بن خالد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، سمعت محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة يحدث عن عمر بن الخطاب، قال: لأن أكون سألت رسول الله عن


(١) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (ح ٢٢٠٦) وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبيدة بن حذيفة، وثقه ابن حبان (المجمع ٧/ ١٣)، ولا يكفي توثيق ابن حبان في هذه الحالة، وقال الحافظ ابن حجر: مقبول (التقريب ص ٦٥٦)، وهذه الرواية ليست فيها النكارة المذكور سابقًا.
(٢) حكمه كسابقه.
(٣) أخرجه إسحاق بن راهوية عن جرير به (كما في المطالب العالية المسندة ٢/ ١٤٥ ح ١٥٥١)، وفي سنده سعيد بن المسيب لم يسمع من عمر.
(٤) أي طاوس لم يدرك عمر فالإسناد منقطع.
(٥) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وصحح سنده الحافظ ابن كثير.